وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أطلق سبحانه وتعالى على فعل آدم لفظ العصيان، ولا ريب في أنّ آدم (عليه السلام) خالف ما نُهي عنه، ولكنّ المهمّ هو التالي: هل تعدّ هذه المخالفة قادحة في عصمة آدم (عليه السلام)؟
هناك أجوبة كثيرة، لعلّ أشهرها: أنّه (عليه السلام) خالف الأَولى، ونهيه عن الاقتراب من تلك الشجرة نهيٌ إرشاديٌّ لا مولويٌّ، فلا يقدح في العصمة البتّة. والدليل على أنّه إرشاديُّ ما ورد في سورة طه المباركة: {إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعۡرَىٰ * وَأَنَّكَ لَا تَظۡمَؤُاْ فِيهَا وَلَا تَضۡحَىٰ} [طه: 118-119]، فلا تقرب الشجرة وإذا اقتربت فسوف تخرج من الجنّة.
وأمّا قوله تعالى: {فغوى} فمعناه على ما أفاد الشريف المرتضى: فخاب.
وله شاهد من الشعر:
فمن يلق خيرا يحمد الناس أمره ومن يغو لا يعدم على الغي لائما
[تنزيه الأنبياء، الشريف المرتضى، ص9]
فقد جاء الغيّ مقابل لقاء الخير، فهو في معنى الخيبة.
وليُراجع كتاب تنزيه الأنبياء المذكور، ففيه الإجابة التامّة إن شاء الله.
دمتم موفقين لكل خير