وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
التشيع مذهب عقائدي من مذاهب الإسلام، بل هو عندنا عين الإسلام المحمدي الأصيل، الذي جاء به نبي الله محمد صلى الله عليه وآله، والشيعة هم من تحدث عنهم رسول الله صلى الله عليه وآله في حديث الافتراق:
" عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده عن أبيه الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام) قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: إنّ أمّة موسى (عليه السلام) افترقت بعده على إحدى وسبعين فرقة، فرقة منها ناجية وسبعون في النار، وافترقت أمة عيسى (عليه السلام) بعده على اثنتين وسبعين فرقة، فرقة منها ناجية وإحدى وسبعون في النار، وإن أمتي ستفرق بعدي على ثلاث وسبعين فرقة، فرقة منها ناجية واثنتان وسبعون في النار" بحار الانوار. ج ٢٨. ص ٤
وقال علي ابن أبي طالب (عليه السلام): "لتفرقن هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة، والذي نفسي بيده إن الفرق كلها ضالة إلا من اتبعني وكان من شيعتي" بحار الانوار ج ٢٨. ص ١١
ويمكن للإنسان اعتناقه بالتعرف الى حقيقته وأركانه والإيمان بها على أساس أنّه الحق دون ما يقابله ويعانده.
وحقيقة التشيع، بعد التوحيد والإيمان بالأنبياء والرسل وخصوصا رسول الله محمد صلى الله عليه وآله، وبعد الإيمان بالكتب المقدسة والرسالات السماوية وعلى رأسها القران الكريم ورسالة الإسلام، حقيقته هي الإيمان بأنّ الخلافة والإمامة في شؤون الدين والدنيا هي، بعد رسول الله صلى الله عليه وآله، للإمام علي عليه السلام بلا فصل، وبعده لولده الإمام الحسن عليه السلام ثم للحسين عليه السلام ومن بعده هي في تسعة من ذرية الإمام الحسين عليه السلام، فهم أهل بيت النبوة والرسالة ومعدن العلم وهم المعصومون المنزهون عن كل عيب أو زلل، وآخرهم الإمام المهدي المنتظر عجّل الله تعالى فرجه الشريف.
ومن أركان التشيع التولي لأولياء الله محمد صلى الله عليه وآله واهل بيته ومن أحبهم ووالاهم وسار على نهجم، والتبري من أعداء الله من الكفار والمشركين وأعداء رسول الله صلى الله عليه وآله وأعداء أهل بيته عليهم السلام ممن عاداهم عليهم السلام وزاحمهم وغصب حقهم وخاض في دمائهم عليهم السلام ودماء شيعتهم، ومن كل من والاهم أو سار على نهجهم عن سبق علم ودراية أو عناد.
وأما التوبة مما كان عليه الإنسان من اعتناق للباطل فتكون باعتناق الحق والندم على ما مضى من عمره وهو على الباطل والعزم على عدم العود إليه وأداء ما يمكن أن يكون قد ضيعه من حقوق الله مما يلزمه تداركه. وتفصيله يؤخذ من علم الفقه.
والحمد لله رب العالمين.