عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أراد الله سبحانه وتعالى أن يكون استكمال الإنسان بإرادته، لا بالجبر. فلذا، كُتب أن يقابل الإنسان في حياته الشهوات والوساوس، وعليه لكي يكون مرضيًّا أن يواجه ذلك بالرفض باختياره، وأن يختار الطريق المُحلَّل.
فيكون السؤال عن السماح لإبليس بالوسوسة كالسؤال عن خلق النساء المُغريات وخلق الشهوة في الإنسان!
وأمّا كيف عصى إبليس مع يقينه بالنار؟ فإنّه كائنٌ مختار، فضّل العصيان والتكبّر على الطاعة والتواضع لله.
قال تعالى: ﴿قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسۡجُدَ إِذۡ أَمَرۡتُكَۖ قَالَ أَنَا۠ خَيۡرٞ مِّنۡهُ خَلَقۡتَنِي مِن نَّارٖ وَخَلَقۡتَهُۥ مِن طِينٖ ١٢ قَالَ فَٱهۡبِطۡ مِنۡهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَٱخۡرُجۡ إِنَّكَ مِنَ ٱلصَّٰغِرِينَ ١٣ قَالَ أَنظِرۡنِيٓ إِلَىٰ يَوۡمِ يُبۡعَثُونَ ١٤ قَالَ إِنَّكَ مِنَ ٱلۡمُنظَرِينَ ١٥ قَالَ فَبِمَآ أَغۡوَيۡتَنِي لَأَقۡعُدَنَّ لَهُمۡ صِرَٰطَكَ ٱلۡمُسۡتَقِيمَ ١٦ ثُمَّ لَأٓتِيَنَّهُم مِّنۢ بَيۡنِ أَيۡدِيهِمۡ وَمِنۡ خَلۡفِهِمۡ وَعَنۡ أَيۡمَٰنِهِمۡ وَعَن شَمَآئِلِهِمۡۖ وَلَا تَجِدُ أَكۡثَرَهُمۡ شَٰكِرِينَ ١٧ قَالَ ٱخۡرُجۡ مِنۡهَا مَذۡءُومٗا مَّدۡحُورٗاۖ لَّمَن تَبِعَكَ مِنۡهُمۡ لَأَمۡلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكُمۡ أَجۡمَعِينَ﴾ [الأعراف: 12-18].
وفي قصّة إبليس عبرةٌ لنا، فليس كلّ عالمٍ عاملًا بعلمه، فلنحرص على العمل بالعلم حقّ الحرص، وإلّا كان مصيرنا كمصير إبليس.
نسأل الله حسن العاقبة.