وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
يقول الله تعالى: { فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُم لا يَستَأخِرُونَ سَاعَةً وَلا يَستَقدِمُونَ } (الأعراف: 34).
ويقول أيضا: {لكل أجل كتاب، يَمحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الكِتَابِ } (الرعد:39)
ويقول أيضا: (( ثُمَّ قَضَى أَجَلاً وَأَجَلٌ مُسَمّىً عِندَهُ ))
بناء على هذه الآيات الكريمات وغيرها من آيات كتاب الله عز وجل يتضح أنّ أجل الإنسان الأخير والنهائي محتوم ومحدّد في علم الله تعالى، وعليه فاذا جاء أجله لم يكن ليتأخر عن الخضوع لإرادة الله تعالى، كما انه لم يكن ليتقدم موتُه عن أجله الذي له في علم الله تعالى.
وأما سبب الموت، فإنه مهما اختلف أو تنوع، من سقوط أو مرض أو غيرها من الأسباب الطبيعية، أو من قتل أو انتحار أو غيرها من الأسباب التي هي من فعل الإنسان نفسِه أو فعل غيره به، تبقى عوامل وعللا إعدادية لحصول الموت الذي هو نزع الروح والذي هو بيد الله تعالى، ولولا إرادة الله تعالى بحلول أجله لما أثرت تلك الأسباب والعلل أثرها الى أن يحين أجله، كما انه اذا حان حينه فإنه وان لم يحصل هذا السب أو ذاك فهو سيموت بغيرها من الأسباب، وقد ورد عن الأمير ع " كفى بالأجل حارسا".
نعم هذا لا يعني أن القاتل أو المنتحر مبرّء من تحمل المسؤولية من باب أنّ الموت فعل الله بالإنسان فلماذا يلام القاتل أو المنتحر؟!
وذلك لأنه وان كان أجل الإنسان وموته بيد الله تعالى إلا أنّ الإنسان منهي عن تسبيب الموت لنفسه أو لغيره بغير وجه حق فاذا فعل ذلك أثم وعوقب وان كان نزع الروح ليس بيده، فان كل نزع بيد الله تعالى لا بيد غيره ومع ذلك فقد نهى الله تعالى عن فعل ما يعد مهيئا لموت نفسه أو موت غيره.
نسأل الله تعالى العافية لنا ولكم