وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
يعدّ الفقهاء الرياء مبطلا لجميع الاعمال من صلاة وصوم وصدقة، فقد نصّوا على أنه يشترط في نية مطلق العبادات الخلوص عن الرياء، فلو نوى فيها الرياء بطلت، فقد ورد في الخبر "أنا خير شريك من عمل لي ولغيري تركته لغيري"، إلا أننا ندعوكم للتأمل في التفصيل الذي يطرحه الفقهاء في خصوص الرياء المبطل للعمل، حيث يوجد تفصيل واختلاف بينهم في اقسامه وسريانه، لذا ننصحكم بطرح سؤالكم بشكل مفصل في قسم الفقه محددين طبيعة الفعل الذي كان فيه رياء، فقد يكون الرياء في مقدمات العمل مثلا كما إذا كان الرياء في المشي الى المسجد لا في اتيانه في المسجد فهذه الصورة ليست مبطلة مثلا، أو مثلا إذا كان الرياء في بعض الاعمال الخارجة عن الصلاة كالتحنك حال الصلاة فهذا أيضا على رأي بعض الفقهاء لا يكون مبطلا إلا إذا رجع إلى الرياء في الصلاة متحكنا، وكذا ليس من الرياء المبطل ما لو أتى المكلف بالعمل خالصا لله تعالى، ولكن كان يعجبه أن يراه الناس، لذا ننصحكم بتفصيل طبيعة الرياء كما ذكرنا، أما في خصوص سؤالكم عن التوبة، فهي ترفع المعصية الصادرة عن الشخص، ولكن لا تكون مصححة للعمل الفاسد، فيجب اعادته لو كان من الواجبات، أما فيما يتعلق بالثواب على الاعمال المستحبة التي قصد فيها الرياء فهي من حيث الاستحقاق باطلة وبالتالي لا يترتب عليها ثواب حتى بعد التوبة ولكن هذا من باب الاستحقاق، أما من باب التفضل والمن الالهي فالعلم عند الله وهو أرحم الراحمين.
دمتم موفقين لكل خير