كيف يكتشف الانسان القابليات الأخلاقية التي يتحلى بها ومن بعد ذلك كيف يخرجها لتصبح فعليات.
تاريخ اليوم
تاريخ اليوم:
تاريخ اليوم
اللغة:
حجم الخط:
الوضع الليلي | النهاري
brightness_autoتاريخ اليوم:
تاريخ اليوم
اللغة:
حجم الخط:
الوضع الليلي | النهاري
brightness_autoوعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
إنّ الإنسان عنده القدرة على التحلي بكل الصفات الفاضلة، ولذلك نحن أُمرنا أن نجاهد أنفسنا، ونعمل على ترويضها، فلو لم يكن ترويض النفس أمرًا قابلا للتحقق، لما أمرنا الله تعالى به وحببّه إلينا، وبعث من أجله الأنبياء والرسل، وهذا بنفسه دليل على إمكانية وقابلية الإنسان على التحلّي بالأخلاق الفاضلة، وعليه فمن حيث القابلية الإنسان لديه القابلية للتحلي بكل الفضائل.
وما دام الإنسان يستغفر عن الخطأ الذي ارتكبه، فإن ذلك دليل على أنّه صدر عن تقصير منه مع قدرته على التغيير.
نعم كل ما بالأمر أنّ قابلية بعض الصفات عنده تكون أقوى وأوسع من البعض الآخر لأسباب مختلفة، لعلّ أبرزها هو العامل التربوي والوراثي والبيئي، ولو فرض أن إنسان عنده قصور في القابلية إلى حد عدم وجودها من رأس، فأساسًا لن يكون مخاطبا بتحقيق الفعلية أو التحلي بالصفات الفاضلة بحسب مقتضاها، ولذلك ذهب بعض العلماء إلى أنه بعض الصفات التي تكون راجعة إلى القوى العاقلة من قبيل البداهة والفطنة ربما لا يستطيع الإنسان التحلي بها لقصورٍ عنده ولكن اقتصروا على هذا الجانب لأنه خارج عن اختيار الإنسان، أما باقي الصفات فكلها قابلة للتغيير وبالتالي قابلية التحلي بها موجودة.
وخير دليل وكاشف عن صفات الإنسان هي أفعاله الصادرة عنه باختياره، فالإنسان الذي يمسك نفسه عند الغضب فعلا يكون عنده ملكة كظم الغيظ مثلا، لأنّ التحقق الفعلي يدلّ برتبة سابقة على وجود القابلية، فيكون بدوره دليلا آخر عليها.
بل يمكن اكتشاف ذلك عن طريق الوجدان أيضًا، فالإنسان حتى لو لم يقم بأي عمل، فإنه يستطيع من خلال وجدانه أن يكتشف إذا كان يقوى على ذلك فعلا أو لا.
وبعد معرفتنا بأنّ لدينا القدرة والإمكانية لأن نكون من المقربين والمتقين الذين يحملون في آفاق أنفسهم معالي الصفات وكماله، فليس طريق الفعلية لذلك إلا تهذيب النفس والسير والسلوك إلى الله، فما علينا إلا أن نراجع كتب الأخلاق.
للمزيد يمكنكم مراجعة السؤال التالي:
دمتم موفقين لكل خير