من نقل أحداث واقعة كربلاء؟

Question

السلام عليكم
من الذي نقل أحداث واقعة كربلاء

Answer 1

عليكم السلام ورحمة الله وبركاته

وبعد فإنّ مثل هكذا سؤال يحتاج إلى كتابة مقال

وبحث طويل إلا أننا سنكتفي بشيء قليل ونأمل أن يشفي الغليل.

ونلفت نظر القارئ الكريم إلى ضرورة مراجعة الموسوعات الكبرى و الجهود العظمى التي قام به أعلامنا إن أراد التوسعة في ذلك

أمثال كتاب سيرة الإمام الحسين عليه السلام للعلامة السيد جعفر مرتضى رحمه الله.

وبعد...فإن حادثة كربلاء و ما جرى على سيد الشهداء يوم عاشوراء قد نقلت لنا بطرق مختلفة و أساليب متنوعة

الطريقة الأول: ما نقله لنا أئمة أهل البيت سلام الله عليهم

فقد نقل بعض الأحداث سيدنا زين العابدين عليه السلام، وكذلك سيدنا الباقر عليه السلام، وقد نقلها حتى أمثال الطبري وغيره  ، فقد قال عمار الدهني وهو من أصحاب الإمام الباقر : يا بن رسول الله حدثني حديث كربلاء حتى كأني حضرتها . وبالفعل الإمام الباقر عليه السلام حدثه بحديثٍ طويلٍ جدًا اقتطعه واستشهد به الطبري .

وكذلك ما قام به إمامنا الصادق عليه السلام حيث كانت كربلاء و أحداثها محط عناية له و اهتمام كبيرين.

أيضا ممن كان يحدث بما جرى سيدتنا زينب عليها السلام فإن الإمام الحسين وجد أم المعركة تحتاج إلى عنصرين

الأعلام و الإعلام فملأ الحسين وأصحابه المعركة بالجثث ومنعوا جيش العدو من تحقيق أهدافه وكان على سيدتنا زينب أن تملأ الشق الآخر من المعركة بالشرح و التبيين لأهداف النهضة الحسينية

فكانت تحدث الناس و تحرضهم وتنقل ما جرى على أهل البيت الشرفاء يوم عاشوراء

ولأجل ذلك لجأ القوم إلى إخراجها من المدينة وإبعادها عن الناس كما يحدثنا التأريخ عن رسالة بعثها حاكم المدينة ليزيد يبين له ذلك.

الطريقة الثانية: كتابة المقاتل حيث إنها لم تكن معهودة سابقا وهناك عدة مقاتل كتبت يومئذ:

منها المقتل للأصبغ بن نباتة المجاشعي وهو من أصحاب الإمام علي والإمام الحسن والإمام الحسين عليهم السلام لكنه لم يشارك في عاشوراء وكتب كتابًا باسم (مقتل الحسين ) وهذا عاصر الحدث.

ومنها المقتل لأبي مخنف و هو كتاب معروف و مشهور وهذا الرجل و توفي سنة 157هـ وهو من أصحاب الإمامين السجاد والباقر عليهما السلام

ومن المقاتل أيضا الواقدي ولا سيما في ما يتعلق بالمغازي وبقيت له روايات نقلها تلامذته مثل البلادري وابن سعد في الطبقات نقلوا عنه عدد من الروايات في مقتل الحسين سلام الله عليه.

ومن المقاتل أيضا مقتل نصر بن مزاحم المنقري وهو مؤرخ مشهور من شيعة أهل البيت 

وصولا إلى تاريخ الطبري وتاريخ ابن الأعثم الكوفي وغيرها من المقاتل المختصرة

أيضا عندنا جملة من العلماء أمثال الشيخ الصدوق رحمه الله ينقل في أماليه مقتلاً كاملاً باسانيد متصلة إلى أئمة أهل البيت عليهم السلام

وتجدر الإشارة هنا إلى أننا ذكرنا المقاتل المتقدمة و أغفلنا عن عمد ذكر مقاتل تعد متأخرة المقاتل المتقدمة لعدم تعلق السؤال بها

(ككتاب اللهوف على قتلى الطفوف) لابن طاووس

وصولا إلى كتاب السيد عبد الرزاق الموسوي المقرّم والذي يعد من المعاصرين ومن أشهر ما هو موجود من المقاتل الآن وعليه اعتماد بعض الدارسين والباحثين وخطباء المنابر في نقل أحداث الطف.

الطريقة الثالثة: نقل المشاركين في المعركة

إن المشاركين في المعركة نقلوا لنا أحداثا كثيرة حصلت منذ وصول الإمام أرض كربلاء في الثاني من محرم إلى يوم شهادته

بعض الناقلين من معكسر الأعداء الذين كانوا يتباهون بفعلتهم ويقصون على الناس جرائمهم

وبعضهم كحميد بن مسلم الذي يتكرر اسمه كثيرا

والذي نقل أمورا قبل حدوث المعركة وفي الأثناء وبعدها

ونقل عنه بعض من كتب المقاتل.

وبعضهم كان مع سيد الشهداء و ترك المعركة

أمثال:الضحاك بن عبيد الله المشرقي

عقبة بن سمعان مولى الرباب بنت امرؤ القيس زوجة الإمام الحسين 

أيضا ثمامة الأسدي  وقد أسره القوم و كان يحدث عما جرى في كربلاء

أخيرا: نقول هناك قاعدة في كتب السيرة تذكر وهي أن الفضل ما شهدت به الأعداء ، فإنّ الرواية المتضمنة لأحداث الظلم على العترة ، وكذا التي تتحدث عن فضائلهم وبعض مكارمهم التي تنقل من لسان المخالف في هواه لأهل البيت ( ع ) أحجّ على المخالفين لأهل البيت ( ع ) التاركين لفريضة مودتهم ، لانتفاء التهمة المزعومة في منطق نصب العداوة لهم 

دمتم في رعاية الله و حفظه