من الذي اخذ بثأر الامام الرضا

Question

السلام عليكم
من الذي اخذ بثأر الامام علي بن موسى الرضا بعد استشهاده

Answer 1

وعليكم السلام ورحمة الله

لا بدّ قبل الإجابة عن السؤال من توضيح معنين يتوقف الجواب عليهما وهما الثأر و الانتقام:

وقع الكلام بين الأعلام في معنى الثأر وخصوصا أثناء شرحهم لعبارة يا ثار الله و ابن ثاره

وفيه معاني متعددة وهي على الشكل التالي:

أولا: أن تكون كلمة الثار تصحيف من الثأر بالهمز وهو الدم والطلب به أي أنك أهل ثأر الله الذي يطلب دمه من أعدائه، أو هو الطلب بدمه ودماء أهل بيته بأمر الله في الرجعة.

الثاني: هو تصحيف ثاير والثاير من لا يبقي على شيء حتى يدرك ثاره.

الثالث: ان الثار أي الدم والإضافة تشريفية كما تقول بيت الله وروح الله ووجه الله

وأما الانتقام فهو العقوبة

وحاول بعضهم أيضا التفريق بين الانتقام و العقوبة

كما أفاد أبو هلال العسكري: (الانتِقَام: سَلْبُ النِّعمة بالعذاب).

والفرق بين الانتقام والعقاب: أن الانتِقَام: سَلْبُ النِّعمة بالعذاب، والعقاب: جزاء على الجُرم بالعذاب، لأنَّ العقاب نقيض الثَّواب، والانتِقَام نقيض الإنعام(1).

إذا اتضح ذلك نقول إن ما جرى بعك شهادة الإمام الحسين ليس أخذا بالثأر وإنما هو عملية انتقام

ولأجل ذلك فإن ما فعله  المختار (رضي الله عنه) مجرد انتقام معجل من القتلة المباشرين، ولا يعني انتهاء الثأر بقتل القاتل

والشاهد على ذلك ما جاء في بعض المرويات عن الامام الباقر عليه السلام في بيان قوله تعالى (إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ) أنه قال:

الحسين بن علي منهم، ولم يُنصر بعد، ثم قال: والله لقد قُتل قتلة الحسين عليه السلام ولم يُطلَب بدمه بَعد(2).

ومن هنا فإن صاحب الأمر هو المعد لأخذ الثأر وبما أن الأئمة مشروعهم واحد فالثأر لهم واحد على يدي صاحب الأمر .

وكما أفاد العلامة المحقق السيد جعفر مرتضى رحمه الله

لكن الظلم الذي أسسوه ، والإنحراف الذي أشاعوه لم ينته بموتهم ، والحق لم يرجع إلى أهله ، ولا زال أهل الباطل يفسدون في الأرض ، ويهتكون الحرمات ، ويعملون على محق الدين ، وإذلال المسلمين والمستضعفين ، لأن هذا هو ما أسس له يزيد بقتله للإمام الحسين « عليه السلام » ، وفتكه بأهل بيته وأصحابه . .

فالأخذ بثأر الحسين « عليه السلام » لا يعني : قتل الشخص الذي تولى قتله ، بل يعني : إسقاط الباطل الذي أقام يزيد صرحه ، وإحياء الحق والدين الذي أراد يزيد إماتته بقتل « عليه السلام » .

وإنما يتحقق ذلك حين تمتلىء الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً . . وذلك على يد المهدي الذي وعد الله به أمة محمد ، لينقذها من براثن أعدائها ، ويحي الله به الأرض بعد موتها . ويتم نعمته على الإنسانية كلها

انتهى كلامه(3)

واذا كان كذلك ليس المقصود بالثأر هو الثأر من الأشخاص الذين قتلوه بشكل مباشر، فمن الواضح أن هؤلاء مرّوا بمرور الزمن  ولكن المراد ينطوي على بعدين:

أولهما :يتعلّق بكل من قبل بفعل أولئكم القتلة وترضّى عليهم من أولئكم الذين يعيشون في عهد الإمام صلوات الله عليه، ولذلك نحن نتبرأ ممن قتل الحسين عليه السلام من الأولين والآخرين.

وثانيا: يكون بالثأر من القيم التي قتلت هؤلاء الأئمة ومصداقها الاجتماعي يتمثل بكل من دافع عن هذه القيم وناصرها، لأن الراضي بفعل قوم يحشر معهم ويحسب عليهم.

وهؤلاء الحكام الظلمة الذين قتلوا أئمة أهل البيت كانوا أصحاب مشروع فاضح و هدفهم واضح وهو القضاء على دين النبي( ص) وكتاب ربنا السماوي ومعه فالثأر سيكون على يدي المهدي (عج)من هذا النهج الباطل في قبال أهل الحق الذين هم محمد و آله.

دمتم في رعاية الله و حفظه

---

المصادر:

(1) الفروق اللغوية، لابن هلال العسكري، ص77

(2) كامل الزيارات لابن قولويه ص134.

(3) مقال للسيد جعفر مرتضى تحت عنوان: الائمة لم يثأروا للحسين . .