هذه الإسئلة تحتاج إلى روايات وأنا لا أعني انكم تعلمون بالغيب المطلق، إنما في حال وجود روايات تتعلّق بهذا الأمر يرجى الإجابة على أساس الرّوايات.
موفّقون لكل خير
تاريخ اليوم
تاريخ اليوم:
تاريخ اليوم
اللغة:
حجم الخط:
الوضع الليلي | النهاري
brightness_autoتاريخ اليوم:
تاريخ اليوم
اللغة:
حجم الخط:
الوضع الليلي | النهاري
brightness_autoعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وبعد فمهما طالت السنوات لا بدَّ وأن يأتي يوم تكثر فيه الصيحات التي تملأ كل الساحات معلنة ظهور إمام زماننا وولي أمرنا المهدي(عج)
وهذا العظيم يمثّل لشيعته والعارفين بأهدافه السبيل الوحيد لإحقاق الحق ونصرة المظلومين و الوقوف بجانب المعذبين و المستضعفين في هذه الدنيا
و كما يذكر العلامة المحقق السيد جعفر مرتضى العاملي رحمه الله :
إنَّ الإمام المهدي «عليه السلام» حين يخرج يدعو الناس إلى الحق، فمن قبله بقبول حسن، ودخل في دين الله تعالى، وأسلم وجاهد في سبيل الله تعالى، فهو معه، وسيكون معززاً مكرماً مرضياً سواء أكان يهودياً أم نصرانياً، عربياً أو أعجمياً، أو غير ذلك .. لا لأنه «عليه السلام» سيصالح اليهود والنصارى مع بقائهم على يهوديتهم ونصرانيتهم .. بل لدخولهم في دين الله تعالى، وصيرورتهم مؤمنين ..
ومن رفض الحق، وحاربه، وسعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل، فهو «عليه السلام» ضده، وسيعامله بما أمر الله بمعاملة أمثاله به، وسينزل به العقاب الأليم، ولن تأخذه في الله لومة لائم .. حتى ولو كان من يفعل ذلك عربياً، أو سيداً قرشياً..
وهذا بالذات هو ما جرى لرسول الله «صلى الله عليه وآله» فقد حاربته قريش، ودخل الناس من سائر القبائل في دينه، فكانوا أنصاره وأعوانه(1) ..
ثم إنَّ الإمام عج سيملأ هذه الدنيا قسطا و عدلا بعد أن ملئت ظلما وجورا وسيقيم دولة العدل وبطبيعة الحال و بما أن كل نفس ذائقة الموت والإمام داخل ضمن هذا العموم المستفاد من لفظة كل فالموت واقع عليه لا محالة.
ولكن دلت الروايات كما جاء في البحار و غيره (2) على أن أئمة أهل البيت مصيرهم الشهادة إما قتلا أو سما وهي رواية رويت بأسانيد متعددة ومعتبرة
ولكن ليس في المصادر ما يدل على تحديد أي منهما القتل أو السم بشكل واضح
ولم نعثر إلا على ما ذكره في إلزام الناصب بدون مصدر ومعه فلا يمكن نسبته إلى أهل البيت عليهم السلام
وإنما نكتفي بنقله منبهين على ضعفه
حيث قال: فاذا تمت السبعون سنة أتى الحجة الموت فتقتله امرأة من بني تميم ـ اسمها سعيدة (3)
إذا اتضح ذلك ننتقل إلى السؤال الثاني: حاصله ماذا بعد شهادة المهدي (عج):
اتضح معنا فيما تقدم أن شهادة الإمام عليه السلام أمر واقع طبقا للروايات و لكن لم نعثر على ما يثبت كيفيتها أهي ولا فاعلها.
و هنا لسائل أن يسأل بعد شهادة المهدي (عج) ماذا يحصل؟
المتأمل في الروايات و المتتبع لما جاء في الكلمات يرى أن بشهادته تنتهي الحياة ويساعد ذلك المنظومة التي نؤمن بها و بنيت الحياة عليها
لذلك قال الطبرسي في أعلام الورى ص 435
وجاءت الرواية الصحيحة بأنه ليس بعد دولة القائم دولة لأحد ، إلا ما روي من قيام ولده إن شاء اللّه ذلك .
ولم ترد به الرواية على القطع والثبات . وأكثر الروايات أنه لن يمضي - يعني الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف - من الدنيا إلا قبل القيامة بأربعين يوما ، يكون فيها الهرج.
انتهى كلامه.
(احتمال آخر):
ويبقى هناك احتمال معتد به طبقا لروايات الرجعة الدالة على كون قيادة الأمة بيد الأئمة
وسنضع بين أيديكم روايتين تدلان على ذلك
الأولى: يسأل الإمام الصادق عليه السّلام عن الرجعة . . . أحق هي ؟
فقال عليه السّلام : نعم
فسئل : من أول من يخرج ؟
فقال عليه السّلام : . . . الحسين . . . يخرج على أثر القائم عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف.
الثانية: وعنه عليه السّلام قال :
« . . . ويقبل الحسين عليه السّلام . . . فيدفع إليه القائم عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف الخاتم ، فيكون الحسين هو الذي يلي غسله وكفنه وحنوطه ، ويواريه في حفرته (4).
والحمدلله رب العالمين
والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطاهرين
المصدر:
(2) بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٤٣ - الصفحة ٣٦٤
(3) الزام الناصب ، ج 2 ، الفصل التاسع ، ص 280
(4) بحار الأنوار ، ج 53 ، ص 103 ، باب 29 ، ح 130 .