لو كان الانسان مواظبا على عمل مستحب قربة لله تعالى وخطرت له خاطرة إن علم زيد بهذا فسيكسبه مكانة عنده. ولم يعرّفه بالأمر أو يقوم به أمامه فقط خاطرة وانتهى. هل يعد هذا التفكير رياء؟
تاريخ اليوم
تاريخ اليوم:
تاريخ اليوم
اللغة:
حجم الخط:
الوضع الليلي | النهاري
brightness_autoتاريخ اليوم:
تاريخ اليوم
اللغة:
حجم الخط:
الوضع الليلي | النهاري
brightness_autoوعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
من المهم أخي السائل أن تفرّق بين الخواطر "الوساوس" والحالة الباطنية المستقرة للنفس التي تدفع إلى العمل، والفارق بينهما تجده في سقع نفسك واضحا.
فالخواطر هي أفكار عابرة وربما في كثير من الاحيان تكون قهرية.
وأما الدافع فهو أمرٌ مستقر بالنفس.
والرياء هو من الثاني دون الاول، بمعنى أنَّ إقدامك على الفعل الكذائي بدافع أن يمدحك الناس وتكبر منزلتك في نفوسهم هو من الرياء الواضح.
فالرياء مشتق من الرؤية وهو عبارة عن طلب المنزلة في قلوب الناس بإراءتهم خصال الخير.
ولكن ليس كل إراءة للعمل أمام الناس وحبّ لرؤية الناس إياه رياءً ومنافياً لقصد القربة، فلو تصدقت أمام الناس ليكون ذلك حافزاً على التصدق، كان نفس الإراءة أيضاً مقرباً إلى الله تعالى.
أما الأفكار والخواطر التي تأتي على الذهن بعد أن كان الدافع الأساس قصد وجه الله تعالى فلا ينبغي الاعتناء بها، فقد روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن الله تبارك وتعالى عفا لأمتي عن وساوس الصدر، وعنه (صلى الله عليه وآله) أيضا أنه قال: إن الله تجاوز لأمتي عما تحدث به أنفسها إلا ما كان يعقد عليه [بحار الانوار ج72، ص127].
ويبقى أن تعلم أنه من الضروري أن تحافظ على التدقيق في التعامل مع نفسك وما يختلج في ذهنك من أفكار لكن دون أن تبلغ حدّ الوسوسة، وإلا فإن ذلك من كمائن إبليس وجنوده.
دمتم موفقين لكل خير.