تاريخ اليوم

home الرئيسيّة feed جديد help_outline اطرح سؤالك content_copy نسخ الجواب settings الاعدادات

تاريخ اليوم:

 تاريخ اليوم


اللغة:


حجم الخط:


الوضع الليلي | النهاري

brightness_auto
record_voice_over صوت
edit كتابة
home الرئيسيّة feed جديد help_outline اطرح سؤالك نشر التطبيق settings الاعدادات

تاريخ اليوم:

 تاريخ اليوم


اللغة:


حجم الخط:


الوضع الليلي | النهاري

brightness_auto
record_voice_over صوت
edit كتابة
search
×
menu search
brightness_auto
more_vert
السلام عليكم
كيف كان الحر الرياحي في معسكر يزيد وقد جعجع بالامام كما ينقل بعض القراء ومع ذلك كان من الاصحاب الذين قال فيهم الامام عليه السلام (لم ار او لم اعلم اوفى من أصحابي.....) فكونه تاب وقبلت توبته فهذا امر سهل وواضح، لكن ما كان في نفسه من رغبة في محاربة الامام أليس هذا مانعا من دخوله تحت العنوان الذي وضعه الامام بعبارته المشهور؟
thumb_up_off_alt 0 معجب thumb_down_off_alt 0 شخص غير معجب

1 إجابة واحدة

more_vert

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

إنّ ما حصل عليه الحرّ بن يزيد الرياحي (رضوان الله تعالى عليه) يوم عاشوراء لم يكن وليد اللحظة، وإنما كان من بركات ما قبل العاشر من محرّم. فمن يلاحظ سيرة هذا الرجل العظيم، يرى أنّه كان من الأشخاص الذين يحملون جذورا طيّبة في شخصيتهم، وهذه الجذور قد تتطّور في لحظة من اللحظات وتتسامى لتؤهّل هذا الإنسان لأن يكون سعيدا في خاتمته، فيختم الله حياته بخاتمة مباركة يحسده عليها الآخرون.

سنذكر فيما يلي بعضا من المواقف التي سجّلها التاريخ للحر بن يزيد:


 الموقف الأول: عندما قال له الحسين (عليه السلام): (ثكلتك أمك، ماذا تريد؟) قال له الحر: (أما لو غيرك من العرب يقولها لي وهو على مثل الحال التي أنت عليها، ما تركت ذكر أمه بالثكل كائنا من كان، ولكن والله! ما لي إلى ذكر أمك من سبيل إلا بأحسن ما نقدر عليه).

هذا الاحترام والتقديس لسيدة نساء العالمين كان مؤشرا واضحا على هذه الجذور الطيبة.


الموقف الثاني: موقفه مع الحسين (عليه السلام) في الطريق، فرغم أنه جاء بجيش ضخم ليحبس الإمام (عليه السلام) عن الرجوع، ولكن عندما حان وقت الصلاة لم ينس الصلاة، بل إنّه اختار الصلاة خلف الإمام (عليه السلام) جماعة بدل أن يصلي بعسكره منفردا!

قال الإمام الحسين من جملة خطبته: «اني لم آتكم حتى أتتني كتبكم أن أقدم علينا لعلّ الله أن يجمعنا بك على الهدى و الحق، فإن كنتم على ذلك فقد جئتكم، وإن كنتم لقدومي كارهين انصرفت عنكم إلى المكان الذي جئت منه». فسكتوا، فقال للمؤذّن: أقم، فأقام الصلاة فقال للحرّ: أتريد أن تصلي بأصحابك؟ قال الحر: لا، بل تصلي أنت ونصلي بصلاتك. فصلّى بهم الحسين (عليه السلام).


الموقف الثالث: لم يكن الحر مأمورا بقتال الحسين عليه السلام، وإنما أمر بأن لا يفارقه وأن يقدم به وبأصحابه على ابن زياد، وقد أشار الشيخ المفيد وغيره إلى هذا المعنى حيث قال: وجاء القوم زهاء ألف فارس مع الحر بن يزيد التميمي حتى وقف هو وخيله مقابل الحسين (ع).... فلم يزل الحر موافقا للحسين (ع) حتى حضرت صلاة الظهر [البلاذري، أنساب الأشراف، ج 2، ص 473؛ الدينوري، الأخبار الطوال، ص 249 ــ 250؛ المفيد، الإرشاد، ج 2، ص 80؛ الخوارزمي، مقتل الحسين، ج 1، ص 332.] بل هناك تصريح للحر بهذا المعنى حيث قال: إني لم اُؤمر بقتالك، وإنما أمرت أنْ لا أفارقك حتى أقدمك الكوفة..

بل نقول أكثر من ذلك: الذي يظهر من النصوص أنّ الحرّ كان كارها لقتال الحسين عليه السلام فحاول اختراع حلٍّ ينجيّه من أي مشكلة مع الإمام الحسين من جهة ومع عبيد الله بن زياد من جهة أخرى. ففي الخبر: قال له الحسين (عليه السلام) للحر في كلام ومجادلة بينهما: فما تريد؟ قال: أريد أن انطلق بك إلى الأمير عبيد الله بن زياد. فقال الإمام: إذن والله لا أتبعك. قال الحر: إذن والله لا أدعك. فترادّا القول ثلاث مرّات، فلمّا كثر الكلام بينهما قال له الحرّ: إني لم أؤمر بقتالك إنما أمرت أنْ لا أفارقك حتى أقدمك الكوفة، فإذا أبيت فخذ طريقاً لا يدخلك الكوفة ولا يردّك إلى المدينة يكون بيني وبينك نصفاً حتى أكتب إلى ابن زياد، وتكتب إلى يزيد إن شئت أو إلى ابن زياد ان شئت، فلعلّ الله أن يأتي بأمر يرزقني فيه العافية من أن أبتلي بشيء من أمرك.[البلاذري، أنساب الأشراف، ج 2، ص 472 ــ 473؛ الدينوري، الأخبار الطوال، ص 249 ــ 250؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 402 ــ 403؛ المفيد، الإرشاد، ج 2، ص 78ــ 80.]).


 الموقف الرابع: لقد فرض عبيد الله بن زياد عينا على الحر ليراقب تنفيذه للأوامر، وقد أخبر الحر الإمام بذلك بنفسه، وهذا إنّ دلّ على شيء فإنّمما يدل على أنّه كان كراها للإقدام على تنفيذ أوامر ابن زياد وأنّه لولا وجود العين عليه لما أقدم على ذلك: فقد أرسل عبيد الله بن زياد مالك بن النسر الكندي، فدفع إلى الحرّ كتاباً من عبيد الله، فإذا فيه: أما بعد فجعجع بالحسين حين يبلغك كتابي ويقدم عليك رسولي فلا تنزله إلا بالعراء في غير حصن وعلى غير ماء، وقد أمرت رسولي أن يلزمك فلا يفارقك حتى يأتيني بإنفاذك أمري والسلام. فلما قرأ الكتاب جاء به إلى الحسين (عليه السلام) ومعه الرسول فقال: (هذا كتاب الأمير يأمرني أن أجعجع بكم في المكان الذي يأتيني فيه كتابه، وهذا رسوله قد أمره أنْ لا يفارقني حتى أنفذ رأيه وأمره) وأخذهم بالنزول في ذلك المكان [الدينوري، الأخبار الطوال، ص 251 ــ 252؛ المفيد، الإرشاد، ج 2، ص 84].


الموقف الخامس: محاولة الحر مع عمر بن سعد لثنيه عن محاربة الحسين:

قال الحر لعمر بن سعد: أصلحك الله! أمقاتل أنت هذا الرجل؟

قال عمر: إي والله قتالاً أيسره أن تسقط الرؤوس وتطيح الأيدي.

قال الحر: أ فما لكم فيما عرضه عليكم رضىً؟

فقال عمر: أما والله لو كان الأمر إليّ لفعلت، ولكن أميرك قد أبى[البلاذري، أنساب الأشراف، ج 2، ص 475ـ476، 479؛ الطبري، ج 5، ص 392، 422، 427 ــ 428؛ المفيد، الإرشاد، ج 2، ص 100 ــ 101؛ الخوارزمي، مقتل الحسين، ج 2، ص 12 ــ 13، قس ص 14، حيث يعتبر أن كلام الإمام عن الحر قد قيل بعد القتال].


 الموقف السادس: الحالة التي أصابت الحرّ حين رأه المهاجر بن أوس يدنو من الحسين عليه السلام قليلا قليلا فقال المهاجر له: (ما تريد يا ابن يزيد أتريد أن تحمل؟) فلم يجبه وأخذه مثل العرواء، والعرواء الرِّعدة من فزع أو حُمَّى كما في جمهرة اللغة. هنا، الحرّ كان قد حسم قراره بنصرة الحسين (عليه السلام) ومع ذلك هزّ كيانه وأصابه بالرعدة مشهد أن يكون ممن يحمل على معسكر الحسين عليه السلام [البلاذري، أنساب الأشراف، ج 2، ص 475ـ476، 479؛ الطبري، ج 5، ص 392، 422، 427 ــ 428؛ المفيد، الإرشاد، ج 2، ص 100 ــ 101؛ الخوارزمي، مقتل الحسين، ج 2، ص 12 ــ 13، قس ص 14، حيث يعتبر أن كلام الإمام عن الحر قد قيل بعد القتال].


 الموقف السابع: اعتذار الحر من الإمام الحسين وأنّه لم يكن على علم بنوايا القوم ومواسته للإمام بنفسه:

قال له المهاجر: ان أمرك لمريب! وما رأيت منك في موقف قط مثل الذي أراه الآن؟ ولو قيل لي: من أشجع أهل الكوفة ما عدوتك فما هذا الذي أرى منك؟

فقال الحر: اني والله أخيّر نفسي بين الجنّة و النار، ووالله لا أختار على الجنّة شيئاً ولو قطّعت وحرّقت، ثم ضرب فرسه قاصداً إلى الحسين (عليه السلام) و يده على رأسه وهو يقول: أللهم إليك أنيب فتب عليّ فقد أرعبت قلوب أوليائك وأولاد بنت نبيّك، فلما دنا منهم قلب ترسه فقالوا: مستأمن، حتى إذا عرفوه سلّم على الحسين وقال: جعلني الله فداك يا ابن رسول الله! أنا صاحبك الذي حبستك عن الرجوع وسايرتك في الطريق وجعجعت بك في هذا المكان! والله الذي لا إله إلا هو ما ظننت أن القوم يردّون عليك ما عرضته عليهم أبداً، ووالله لو ظننتهم لا يقبلونها منك ما ركبتها منك. وإني قد جئتك تائباً مما كان منّي إلى الله ومواسياً لك بنفسي حتى أموت بين يديك. فهل ترى لي من توبة؟

قال (عليه السلام): «نعم! يتوب الله عليك ويغفر لك، فانزل»[البلاذري، أنساب الأشراف، ج 2، ص 475ـ476، 479؛ الطبري، ج 5، ص 392، 422، 427 ــ 428؛ المفيد، الإرشاد، ج 2، ص 100 ــ 101؛ الخوارزمي، مقتل الحسين، ج 2، ص 12 ــ 13، قس ص 14، حيث يعتبر أن كلام الإمام عن الحر قد قيل بعد القتال].


 وفي الختام، فإنَّ نصرة الحسين (عليه السلام) حسنةٌ لا تضاهيها حسنةٌ، وإنَّ نصرة الحسين (عليه السلام) في ذلك الوقت الذي قلَّ فيه الناصر، وخذل فيه الصديق، وشمت فيه العدو، وأُحيط أهل البيت من جميع الجهات في أرض ضيّقة، وهي أرض كربلاء، حيث حوصروا بلا ماء ولا سلاح ولا أنصار، من أعظم القربات، ومن أعظم الطاعات وبذلك استحق ذلك الشرف العظيم على مرّ الأزمان (أما بعد: فإني لا أعلم أصحابا أوفى ولا خيرا من أصحابي).

دمتم موفقين لكل خير


المصدر:

شبكة سراج في الطريق إلى الله.

شبكة المنير -فصل الخطاب - الحلقة 11.

ويكي شيعة.

شبكة النجف الأشرف.

thumb_up_off_alt 1 شخص معجب thumb_down_off_alt 0 شخص غير معجب

أسئلة متعلقة

thumb_up_off_alt 0 معجب thumb_down_off_alt 0 شخص غير معجب
1 إجابة
thumb_up_off_alt 1 شخص معجب thumb_down_off_alt 0 شخص غير معجب
1 إجابة
thumb_up_off_alt 0 معجب thumb_down_off_alt 0 شخص غير معجب
1 إجابة
جمیع الحقوق محفوظة - يُسمح بالاقتباس مع ذکر المصدر
2021-2024
...