طلب قضاء الحوائج عند قبر الميت المؤمن

Question

السلام عليكم
هل يمكن طلب قضاء الحاجة من الميت المؤمن؟

Answer 1

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

إن التوسل بالأنبياء والأئمّة عليهم السلام وأولياء الله وعباده الصالحين يتمثّل في ثلاث وجوه:

الوجه الأول: الحضور عندهم لطلب الحاجة من الله، حيث إنّ نفس الحضور عند الرسول يؤثّر في استجابة الدعاء، لأنّ الإنسان يكون أقرب إلى الله في هذه المواضع.

الوجه الثاني: أن يطلب من النبي أو الولي أن يدعو الله تعالى ليقضي حاجته.

وهذان الوجهان لا إشكال فيهما؛ لقوله تعالى: (وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمْ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا) [النساء: ٦٤].

الوجه الثالث: أن يطلب الحاجة من نفس النبي أو الإمام، بأنّ يعتقد الإنسان بأن النبي مستقلٌ في التأثير من دون أن يأذن الله تعالى، وهذا نحو من الشرك وإن كان خفيّا (1).

سؤالكم قد يُفهم منه هذا الوجه الأخير، ولعل التعبير قد خانكم، وإنما تريدون الوجه الأول؛ لأنّ الموحّد يعتقد بأنّ الله هو المؤثر في العالم، وأنّ كلّ شيء يحدث فإنّما هو بإذنه تعالى.

وبالعودة إلى الإجابة عن سؤالكم، نقول:

نعم، يمكن طلب قضاء الحاجة من الله تعالى عند قبر الميت المؤمن، وخاصّة الأبوين حيث ذكرت بعض الروايات أنَّ قبري الأبوين من مواطن استجابة الدعاء، فمَن كانت له حاجة فليذهب إلى قبر أبيه أو أُمه فيدعو لهما ثم يدعو لنفسه.

فقد روى الشيخ الكليني أعلى الله مقامه الشريف بسنده عن محمد بن مسلم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): "زوروا موتاكم فإنَّهم يفرحون بزيارتكم، وليطلب أحدكم حاجته عند قبر أبيه وعند قبر أُمِّه بما يدعو لهما"(2).

ورواه الصدوق في (الخصال) بسندٍ معتبر عن عليٍّ (عليه السلام) مرويٌ في حديث الاربعمائة باختلافٍ يسير قال: قال أمير المؤمنين: "زوروا موتاكم فإنَّهم يفرحون بزيارتكم، وليطلب الرجل حـاجته عند قبر أبيه وأمٍّه بعد ما يدعو لهما"(3).

وقد ذكر صاحب العروة في المستحبات قبل الدفن وحينه وبعده ما نصّه: (السادس والثلاثون: طلب الحاجة عند قبر الوالدين) (4).

---

الهوامش

-1- شبكة رافد: ما هي الأدلّة التي تثبت مشروعيّة التوسّل بأهل البيت عليهم السلام؟

-2- الكافي، الشيخ الكليني: ج 3، ص 230.

-3- الخصال، الشيخ الصدوق: ص 618.

-4- التعليقة على العروة الوثقى ـ الجزء الأول- فصل في المستحبات قبل الدفن وحينه وبعده.