هل القرآن خالق أم مخلوق؟
تاريخ اليوم
تاريخ اليوم:
تاريخ اليوم
اللغة:
حجم الخط:
الوضع الليلي | النهاري
brightness_autoتاريخ اليوم:
تاريخ اليوم
اللغة:
حجم الخط:
الوضع الليلي | النهاري
brightness_autoوعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
مرّت على المسلمين فترة عصيبة احتدم فيها الجدال فيما صار يعرف لاحقا بفتنة خلق القرآن. وقد اختلط الحابل بالنابل ولعبت العوامل السياسية دورا كبيرا في تأييد أحد الاتجاهات على الأخرى، وقد تجنّب أهل البيت عليهم السلام في أوّل الأمر الخوض في هذا النقاش الذي لم يكن للإسلام والمسلمين فيه نفع فهو لم يكن طلبا للحق والحقيقة، وإنما كانت له أهداف أخرى ليس هنا محل التعرض لها.
ولكن، وبعد فترة وبعد أن رأى أئمتنا أنَّ الوقت حان للإدلاء بالرأي وأنّ الظروف مناسبة لذلك صرحوا عليهم السلام بأنّ القرآن مخلوق وليس خالقا، ومن الروايات الدالة على ذلك: ما وراه مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ عُبَيْدٍ الْيَقْطِينِيُّ قَالَ: كَتَبَ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى الرِّضَا ع إِلَى بَعْضِ شِيعَتِهِ بِبَغْدَادَ:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ عَصَمَنَا اللَّهُ وَإِيَّاكَ مِنَ الْفِتْنَةِ فَإِنْ يَفْعَلْ فَأَعْظِمْ بِهَا نِعْمَةً وَإِلَّا يَفْعَلْ فَهِيَ الْهَلَكَةُ نَحْنُ نَرَى أَنَّ الْجِدَالَ فِي الْقُرْآنِ بِدْعَةٌ اشْتَرَكَ فِيهَا السَّائِلُ وَالْمُجِيبُ فَتَعَاطَى السَّائِلُ مَا لَيْسَ لَهُ وَتَكَلَّفَ الْمُجِيبُ مَا لَيْسَ عَلَيْهِ وَلَيْسَ الْخَالِقُ إِلَّا اللَّهَ وَمَا سِوَاهُ مَخْلُوقٌ وَالْقُرْآنُ كَلَامُ اللَّهِ لَا تَجْعَلْ لَهُ اسْماً مِنْ عِنْدِكَ فَتَكُونَ مِنَ الضَّالِّينَ جَعَلَنَا اللَّهُ وَ إِيَّاكَ مِنَ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ وَهُمْ مِنَ السَّاعَةِ مُشْفِقُونَ (1).
نكتفي بهذا القدر من الجواب وان كان للتوسعة مجال أيضا.
وفقنا الله وإياكم لكل خير في الدنيا والآخرة.
المصدر:
(1) الأمالي، الشيخ الصدوق، ص ٦٣٩