تاريخ اليوم

home الرئيسيّة feed جديد help_outline اطرح سؤالك content_copy نسخ الجواب settings الاعدادات

تاريخ اليوم:

 تاريخ اليوم


اللغة:


حجم الخط:


الوضع الليلي | النهاري

brightness_auto
record_voice_over صوت
edit كتابة
home الرئيسيّة feed جديد help_outline اطرح سؤالك نشر التطبيق settings الاعدادات

تاريخ اليوم:

 تاريخ اليوم


اللغة:


حجم الخط:


الوضع الليلي | النهاري

brightness_auto
record_voice_over صوت
edit كتابة
search
×
menu search
brightness_auto
more_vert
سلام عليكم،
لماذا لم يدافع الامام علي عن السيدة فاطمة وقت مصيبة هجوم القوم على الدار؟!
thumb_up_off_alt 0 معجب thumb_down_off_alt 0 شخص غير معجب

1 إجابة واحدة

more_vert

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

قبل الدخول في تفاصيل الجواب لا بأس بالإشارة إلى أمور عدّة:

الأمر الأوّل: التفرقة بين البيت والدار، حيث كان المعهود في تلك الأزمنة أن يكون لكلّ بيت داراً مسيّجة حوله أو أمامه (كما هو الحال في بيوت الشام أو بيوت إيران) وعليه فالكلام عن باب الدار أي الباب الخارجي الذي من خلاله يتم الدخول أوّلاً إلى الدار ثمّ إلى البيت.

الأمر الثاني: لم تكن الزهراء سلام الله عليه في مقام فتح الباب وإنّما كانت تكلّم القوم من خلف الباب، والشاهد على ذلك أنّها لم تكن قد وضعت الخمار عليها، كما فعلت يوم خطبتها المشهورة حيث وضعت خمارها وخرجت لتكلّم الناس.

الأمر الثالث: معنى الشجاعة، فهل الشجاعة هي البطش بالقوم باستخدام القوة ولو كانت مفرطة أو كانت تؤدّي إلى مفاسد اجتماعية أخرى مثلاً؟ أمّ أنّ الشجاعة صفة مقرونة بغيرها من الصفات كالحكمة والصبر والتأني؟ لا شكّ أنّ الشجاعة تقرن مع غيرها من الصفات فلو صدرت عن تهورٍ لم تعد شجاعة أو لا أقل لم تعد شجاعة محمودة، بل الشجاعة هي المقرونة بالحكمة ودراسة عواقب الأمور، وهذه هي الشجاعة المحمودة والمطلوبة من المعصوم.

بعد الالتفات إلى هذه الأمور نقول:

نعم أمير المؤمنين (عليه السلام) كان موجوداً في الدار كما تروي الروايات، وهو الذي سمح للزهراء (عليها السلام) بمخاطبة القوم، وحاشا للزهراء (سلام اللّه عليها) أن تقوم بعملٍ لا يرضى به الإمام أمير المؤمنين (عليه أفضل الصلاة والسلام)، والهدف من مخاطبتها لهم هو معارضة تلك الخلافة الغاصبة، وشجب تلك البيعة المشؤومة، ورفض البيعة غير المشروعة، والإعلان عن مخالفة عليّ (عليه السّلام) لما قرّروه من مشروع الخلافة.

ولعلّ السّبب والحكمة في ترشيح الزهراء (سلام اللّه عليها) للقيام بهذا الدور في ذاك الظرف الحسّاس ما كانت تتمتّع به من مكانة خاصّة عند المسلمين باعتبارها حبيبة المصطفى (صلى اللّه عليه وآله) فقد كثرت الروايات في فضلها عند المسلمين جميعا، فكان من الطبيعي أن يرتدع المهاجمون ويرجعوا عن مداهمة البيت عندما يواجهون الزهراء (سلام اللّه عليها) خلف الباب. حتّى أنّهم عارضوا من هدّد بحرق الدار على من فيها، وقالوا له: إنّ فيها فاطمة، لكن مَن كان يتوقّع أن يجيب على هذا الاعتراض بقوله: وإن، يعني حتّى وإن كانت فيها فاطمة.

  وأمّا سكوت الإمام (سلام اللّه عليه)، وعدم قيامه بأيّ دفاعٍ وردّ فعلٍ؛ فلأنّه كان مأموراً من قِبَل النبيّ (صلّى اللّه عليه وآله) بالسكوت والصبر، وهنا تكمن قمّة الشجاعة حيث كان قادراً على أن يبطش بالقوم كما تشهد له الأحداث الكثير من قلع باب خيبر وغيرها من المعارك، لكنه تحلّ بالصبر في الموضع الذي كانت الحكمة والوصيّة تقتضي بذلك، وهذه هي الشجاعة الحقيقيّة المحمودة.  

   وقد ورد في بعض الروايات والأحاديث الشريفة أن جبرائيل سلام الله عليه نزل على النبي صلى الله عليه وآله بأمرٍ من الله تعالى ومعه وصية خاصّة لأمير المؤمنين سلام الله عليه ترتبط بحياته بعد الرسول صلى الله عليه وآله، وأخذ منه العهد والميثاق على العمل بها، وذلك امتحاناً من الله تعالى واختباراً للمسلمين بل وللناس جميعاً إلى يوم القيامة كما قال تعالى: (أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ) سورة العنكبوت: الآية2، ومما كان في الوصية الصبر في سبيل الله على الظلامات التي سوف يتلقّاها هو وتتلقّاها السيدة فاطمة الزهراء سلام الله عليها في سبيل الحفاظ على بقاء الإسلام واستمراره.

    والذي يشهد على هذه الوصية أيضاً ما روى عن أن الأشعث بن قيس قال لأمير المؤمنين عليه السلام: (ما منعك يا بن أبي طالب حين بويع أخو تيم بن مرة وأخو بني عدي بن كعب وأخو بني أمية بعدهما؛ أن تقاتل وتضرب بسيفك؟ وأنت لم تخطبنا خطبة - منذ كنتَ قَدِمْتَ العراق - إلا وقد قلتَ فيها قبل أن تنزل عن منبرك: والله إني لأولى الناس بالناس وما زلت مظلوما منذ قبض الله محمدا صلى الله عليه وآله. فما منعك أن تضرب بسيفك دون مظلمتك؟ فقال له علي عليه السلام: يا بن قيس! قلتَ فاسمع الجواب: لم يمنعني من ذلك الجبن ولا كراهية للقاء ربي، وأن لا أكون أعلم أن ما عند الله خير لي من الدنيا والبقاء فيها، ولكن منعني من ذلك أمر رسول الله صلى الله عليه وآله وعهده إلي، أخبرني رسول الله صلى الله عليه وآله بما الأمة صانعة بي بعده، فلم أكُ بما صنعوا - حين عاينته - بأعلم مني ولا أشد يقيناً مني به قبل ذلك، بل أنا بقول رسول الله صلى الله عليه وآله أشد يقينا مني بما عاينت وشهدت، فقلت: يا رسول الله؛ فما تعهد إليَّ إذا كان ذلك؟ قال: إنْ وجدتَ أعواناً فانبذ إليهم وجاهدهم، وإن لم تجد أعواناً فاكفف يدك واحقن دمك حتى تجد على إقامة الدين وكتاب الله وسنتي أعوانا).  (كتاب سليم بن قيس ص214)

وما ورد في الحديث السابق يشهد على أنّ الإمام علي عليه السلام منع من قبل الرسول صل الله عليه وآله من القيام ومحاربة القوم ما لم يجد أعواناً له على ذلك. وهناك احاديث تشير إلى أنّه حاول أنّ يأخذ البيعة من القوم لأخذ الثأر فبايعه أربعون رجلاً ليلاً لكنهم في الصباح تراجعوا ولم يثبت معه إلّا أربعة منهم.

هذا لا ينفي أنّه لم يقم بأيّ ردّة فعلاً على الإطلاق، حيث ورد في بعض الأحاديث الشريفة أنّه هبَّ (صلوات الله عليه) كالليث من داخل بيته بمجرد أن سمع استغاثة الزهراء (صلوات الله عليها) عند الباب، فأخذ بتلابيب من هجم وطرحه أرضاً ووجأ أنفه ورقبته وجلس على صدره وهمّ بقتله ثم قال له: (والذي أكرم محمدا - صلى الله عليه وآله - بالنبوة؛ لولا كتاب من الله سبق وعهد عهده إليَّ رسول الله لعلمتَ أنك لا تدخل بيتي) (كتاب سُليم بن قيس الهلالي ص387)

ومن المهم أيضا الالتفات إلى أنّ ما وقع من أحداث فإنما جرت فلتة وبشكل متسارع بعدما تطوّر الموقف فجأة واقتحم الدار، ففي بعض الأخبار أنّ الهجوم على الدار كان على دفعات ثلاثة، وما حصل من مواجهة بين علي عليه السلام والمهاجمين كان في المرة الأولى أو الثانية، دون الثالثة التي تمّ فيها إحراق باب الدار ووقوف السيدة زهراء خلفه لتكلمهم، وفي هذه المرة الأخيرة ذهبت السيدة زهراء سلام الله عليها لتكلمهم كما أشرنا سابقاً وكان الأمير جالساً في البيت الذي يفصل بينه وبين الباب، الدار التي أشرنا إليها، ففي لحظات أُشعل الباب وحصل ما حصل، فكانوا يعتمدون عنصر المفاجأة والسرعة كما في كل من ينوي إقتحام دار فكيف بدار فيها أمير المؤمنين عليه السلام؟! وكانت الزهراء سلام الله عليها خلفه وأصابها ما أصابها، وهجم القوم مباشرة إلى داخل البيت للإمساك بعلي عليه السلام، وقد ورد في بعض الروايات أنّ الهدف الأوّل للقوم كان وضع اليد على سيفه ذو الفقار خوفاً من أن يتمكّن علي عليه السلام من استخدامه.

   وهناك أسباب كثير تذكر لبيان سبب سكوت الإمام علي عليه السلام عن القوم بعد حادثة الدار:

   منها: خوفه على الأمّة من الفتنة الداخلية وشق الدولة الإسلامية حيث كانت حديثة مما يؤدي إلى ضعفها وتفككها، بعد أن كان الفرس والروم يتربصون بدولة الإسلام الجديدة والناشئة حديثاً، وينتظرون أي فرصة ضعف لينقضوا عليها وإنهائها.

   منها: المحافظة على الإمامة وهي عصب استمرار الإسلام المحمدي الصحيح حيث كان الحسن والحسين عليهما السلام أطفال صغار غير مهيئين لخوض المعارك، وبموته ينقطع أحد الثقلين.

وغير ذلك من التفاصيل التي تذكر في كتب التاريخ والسير.

thumb_up_off_alt 0 معجب thumb_down_off_alt 0 شخص غير معجب

أسئلة متعلقة

thumb_up_off_alt 0 معجب thumb_down_off_alt 0 شخص غير معجب
1 إجابة
thumb_up_off_alt 0 معجب thumb_down_off_alt 0 شخص غير معجب
1 إجابة
thumb_up_off_alt 2 معجب thumb_down_off_alt 0 شخص غير معجب
1 إجابة
thumb_up_off_alt 1 شخص معجب thumb_down_off_alt 0 شخص غير معجب
1 إجابة
جمیع الحقوق محفوظة - يُسمح بالاقتباس مع ذکر المصدر
2021-2024
...