وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
كان أبو الأسود الدؤلي ـ صاحب أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) ـ أول من وضع النقط للضبط، فكان يضع النقطة أمام الحرف علامة على الضمة، والنقطة فوقه علامة على الفتحة، وإذا كانت تحته فهي للكسرة، وبقي الأمر على هذا النحو إلى أن جاء الخليل بن أحمد الفراهيدي فوضع ضبطًا أدقّ من ضبط أبي الأسود فجعل بدل النقط: ألفاً مبطوحة فوق الحرف علامة على الفتح، وتحته علامة على الكسر، وجعل رأس واو صغيرة علامة على الضمة. ثم جعل النقاط على الحروف لإعجامها وتمييزها فيما بينها.
والخلاصة: أن أول من وضع النقط في المصحف هو أبو الأسود الدؤلي ولكنه للشكل والضبط .أما نقط الإعجام الذي بين أيدينا فأول من وضعه هو الخليل بن أحمد.
وليس في ذلك أيّ إشكال لأنّ العمدة في حفظ القرآن السماع، فقد كان كثير من المسلمين حافظين للقرآن، وجعلوا الضبط للحركات والحروف بحسب السماع المتواتر. كما لا يهمّ في أيّ عصرٍ كان ذلك، فالمسألة اصطلاح ـ أشكال الحركات والحروف ـ على واقع ثابت لا ريب فيه، وهو القرآن المحفوظ في الصدور.
دمتم موفقين لكل خير