وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
بداية حول استفساركم عن الوسوسىة في أمور الطهارة وكيفية التخلص منها ننصحكم بمراجعة السؤال التالي:
حيث إننا قد فصلنا الجواب عنه.
أما فيما يختص بخصوص مسألتكم، فينغي أخذ الاعتبار بالأمور التالية:
1- إن أصل التفكير بالأمور الجنسية، وإن كان يأتي في خصوص وقت الصلاة إلا أنّه أيضا يعبَر عن حالة جسدية لها علاقة بتلك الطاقة الشهوية، خاصة إذا كان الأمر قد وصل لديكم إلى حدّ نزول المذي بسبب ذلك التفكير، وعليه، إن مراعاة الجانب الغذائي المتعلق بتلك الحالة بلا شك له تأثير على مسألتكم، ونعني بذلك أن تحاولوا في هذه المرحلة الزمنية أن تتجنبوا الطعام المقوّي للطاقة الجنسية (من قبيل الاسماك، الافوكا، العسل، القشطة..).
2- ورد لدينا في جملة من الروايات أن الصيام من الأمور التي تعين على ضبط الطاقة الشهوية عند الإنسان، لذا بلا شك إنّ التزامكم بصيام بعض الأيام في هذه المرحلة أيضا له تأثير على هذا الأمر.
3- إن الشرود في الصلاة بغض النظر عن متعلق الأفكار التي تأتي على الخاطر فيه، علاجه الأساس يكمن في ضبط طائر الخيال عبر ما ذكره جملة من العلماء في هذا الصدد، لذا نحن ننصحكم بمطالعة الكتب العلمية التي فصلّت في جانب آداب الصلاة، من قبيل الآداب المعنوية للصلاة للإمام الخميني، كتاب اسرار الصلاة للملكي التبريزي وغيرها من الكتب المفيدة في هذا الجانب، لأننا لا يمكن لنا أن نرفع يدنا عن أن معرفة الله تعالى وعظمته لها دخالة في صدد مسألتكم، وذلك لأن استشعار القلب لعظمة الله تعالى أثناء تكبيرة الاحرام والدخول في الصلاة هو بحدّ نفسه المانع الأساس من شرود الذهن، لأن النفس دخلت في حالة من الارتباط الآسر لكيانها ولكن هذا الارتباط المنشود إنما هو ثمرة تلك العلاقة المعنوية التي يعيشها هذا الفرد مع الله تعالى خارج الصلاة، لذا لا يغيب عنكم عزيزي القارئ أن تقوية العلاقة المعنوية مع الله تعالى خارج دائرة الصلاة لها تأثير كبير على مسألتكم.
4- إن تلبية نداء الشهوة بالطرق المحللة يساعدكم على تفريغ الجسد من تلك الافرازات وبالتالي يخفف من كلّ ما من شأنه أن يحرّك هذه القوة عندكم.
5- في خصوص الجانب الفقهي من مسألتكم: يقول السيدان الخامنئي والسيستاني حفظهما الله بأنّ هذه الافرازات محكومة بالطهارة ما لم تكن بولا أو منيًّا أو دما، وبالتالي لا تصل النوبة إلى قطع الصلاة وإعادة الوضوء.
دمتم موفقين لكل خير
المصدر: