وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
قال تعالى في محكم كتابه الكريم: {وَإِذَا غَشِيَهُمْ مَوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ}.
إنَّ من الأمور الثابتة بالقرآن والوجدان والبرهان حقيقةً كون الإنسان فقيرا إلى ربه تعالى لا يستقل بشأن من شؤونه على الاطلاق، فهو في كل جهة من جهاته عين التعلق والارتباط بخالقه، وهذه الحقيقة لا تقبل التبدل أو التغير مهما حاول الانسان أن يتمرّد عليها، ويظن من نفسه أنه يقدر علي شيء من دون الله تعالى.
كلا ، فهو لو انعطف الى ذاته لشاهد فقره في كل أبعاده وشؤونه، ولكن لما كانت هذه الحقيقة مما يمكن ان يغفل عنها الانسان اقتضت حكمته ورحمته تعالى ان يُنزل به انواع البلاء ليفيق الى ربه ويستشعر حقيقة النقص والفقر الكامنة في وجوده فإذا تعلّق قلبه بربه هانت عليه الدنيا وما فيها وعلم ان كل شيء بيده تعالى من فقر ومرض وبلاء ورخاء ونعمة ...
وهذه الحقيقة التي فطر عليها الانسان وكان مما يمكن أن يغفل عنها لا بدَّ أن يتعلمها وينالها بعقله ثم لا يكفي ذلك بل عليه أن يتحقق بها بقلبه فينساب ما عرفه بعقله على قلبه بتلقينه هذه الحقيقة فيلمس آثارها ويعيش بركاتها ويطمئن الى أنه لا مؤثر أو مدبر الا الله تعالى الذي اليه تنتهي كل الامور وبيده مقاليدها وكلها في غاية الفقر والحاجة اليه
دمتم موفقين لكل خير