وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ضمن حدود معينة يجوز الدعاء على الظالم، بل أيضا يجوز للمظلوم أن يغتابه إذا كان بقصد الانتصار لنفسه، وعليه إذا كان فعلك جائزا فلا معنى للتكفير عنه، ثمّ أنّى لك الجزم بأنّ ما ينزل عليه من بلاء هو بسبب ذلك الدعاء؟ لا مجال لمعرفة ذلك وإجراء هذا الربط، فلا داعي للشعور بالذنب إذا كان الدعاء ضمن حدوده المباحة، والله تعالى لا يظلم مثقال ذرة، ثمّ إنّ من رحمة الله تعالى أن يبتلي الانسان في هذه الدنيا، فليس كل ما نقيّمه على أنّه عذاب في الظاهر هو في باطنه كذلك.
يبقى، صحيح أنّنا ذكرنا أنّه يجوز الدعاء على الظالم ضمن حدود معينة، ولكن المستحب والافضل للانسان أن يلقن نفسه القدرة على العفو، فقد ورد عن الإمام الصادق عليه السلام أَنَّهُ قَالَ إِذَا طَلَبْتَ بِمَظْلِمَةٍ فَلَا تَدْعُ عَلَى صَاحِبِكَ فَإِنَّ الرَّجُلَ يَكُونُ مَظْلُوماً فَلَا يَزَالُ يَدْعُو حَتَّى يَكُونَ ظَالِماً وَلَكِنْ إِذَا ظُلِمْتَ فَاغْتَسِلْ وَصَلِّ رَكْعَتَيْنِ فِي مَوْضِعٍ لَا يَحْجُبُكَ عَنِ السَّمَاءِ ثُمَّ قُلِ اللَّهُمَّ إِنَّ فُلَانَ بْنَ فُلَانٍ ظَلَمَنِي وَلَيْسَ لِي أَحَدٌ أَصُولُ بِهِ غَيْرَكَ فَاسْتَوْفِ لِي ظُلَامَتِيَ السَّاعَةَ السَّاعَةَ بِالاسْمِ الَّذِي سَأَلَكَ بِهِ الْمُضْطَرُّ فَكَشَفْتَ مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَمَكَّنْتَ لَهُ فِي الْأَرْضِ وَجَعَلْتَهُ خَلِيفَتَكَ عَلَى خَلْقِكَ فَأَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تَسْتَوْفِيَ لِي ظُلَامَتِيَ السَّاعَةَ السَّاعَةَ فَإِنَّكَ لَا تَلْبَثُ حَتَّى تَرَى مَا تُحِب (مكارم الأخلاق، ص: 332).
دمتم موفقين لكل خير