تاريخ اليوم

home الرئيسيّة feed جديد help_outline اطرح سؤالك content_copy نسخ الجواب settings الاعدادات

تاريخ اليوم:

 تاريخ اليوم


اللغة:


حجم الخط:


الوضع الليلي | النهاري

brightness_auto
record_voice_over صوت
edit كتابة
home الرئيسيّة feed جديد help_outline اطرح سؤالك نشر التطبيق settings الاعدادات

تاريخ اليوم:

 تاريخ اليوم


اللغة:


حجم الخط:


الوضع الليلي | النهاري

brightness_auto
record_voice_over صوت
edit كتابة
search
×
menu search
brightness_auto
more_vert
السلام عليكم
أنا زوجة عاملة( راتبي أساعد به زوجي) وأعاني من فقر الدم الحاد والحديد والفايبرومالجيا بالاضافة الى المثانة العصبية والكآبة واخذ جملة ادوية من ضمنهم دوائين اعصاب.
 المهم انهي عملي واعود لمنزلي عند الخامسة وأباشر بتحضير الطعام وتنظيف المنزل ؛ لدي ٣ اولاد ( ولدان وبنت ) اصغرهم ١٩ سنة ؛ قليلا ما يساعدوني فهم يتابعون دراستهم وزوجي يعود من عمله معي او ليتابع عمله على الكمبيوتر او لينام؛
أصبحت لا اطيق حياتي، تعب وارهاق ومرض وملل ولا احد يساعدني واذا تذمرت يرد علي زوجي بالصراخ والكلام الجارح معللا انه رجل هل تطلبين مني ان اعمل في المنزل بدلا منك ؟! ادعو الله كل يوم ان يتوفاني لإني تعبت ولا احد يشعر معي  واذا تكلمت عن تعبي ومرضي يرد عليَّ بأنني اتذمر دائما؛
 وفي العلاقة الحميمية احيانا اكون متعبة وهو لا يهتم بتعبي اذا قصرت ينهال عليي بالكلام الجارح والاهانات؛
 السؤال هل انا مأثومة إذا قصرت وإذا دعوت ربي ان يتوفاني عاجلا؟! كيف اتعامل مع زوج كهذا !؟
thumb_up_off_alt 2 معجب thumb_down_off_alt 0 شخص غير معجب

1 إجابة واحدة

more_vert

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،

بداية - بعد الدعاء لكم بالشفاء والعافية - لا يسعنا إلا أن ننحني تقديرا وإجلالا لعطاء الأم التي تجسِّد كلّ معاني الخير والعطاء والبذل والتضحية، فأيّ معروفٍ يرقى إلى كلّ هذا البذل، ومن يستطيع أن يفي ساعة من سهر أو تعب أو ثقل أو ألم وعناء، أو أن يقدّم الشكر على ذلك، فهذا شكرٌ يحتاج إلى تسديدٍ وتأييد وتوفيق من الله تعالى، فلا عجب أن قال الإمام زين العابدين "ع" في حق الأم:" (فتشكرها على قدر ذلك، ولا تقدر عليه إلاّ بعون الله وتوفيقه)(شرح رسالة الحقوق - الإمام زين العابدين (ع) - الصفحة ٥٤٥).

واقعا تقدير الأم مما لا يُقدرُ عليه بلا توفيق وتسديد من الله، لذا بنظرنا المتواضع المسألة ليست فيما تبذلينه من جهد وتعب، وإن كان جهدا عظيما، ولكنه بلا شك يصدر من الاهتمام والحب ودواعي الأمومة الفطرية، ولو لم تبذلي ذلك مع قدرتك عليه ربما ستشعرين بالتقصير؛ لأنّ عندك من دواعي الاهتمام والحب ما لا يحدّه حد أو يمنع منه مانع، فالأم عطاء غير محدود، فلا ترضى دون بذل الوسع في كلّ مقدور عليه لراحة زوجها وأولادها.

إلا أنّ المسألة تكمن في غياب التقدير، وعدم الاحساس بالوفاء اتجاه هذا البذل، فإن الإنسان قد يعجز عن حمل محرمة عند شعوره بالتعب النفسي، وقد يشعر بأنّه قوي ليرفع جبلا مكانه عنده شعوره بالطمأنينة والسعادة، لذا علينا تتبع الأسباب الرئيسة لذلك الشعور بالانكفاء بعد طول البذل.

ولا نرى لها مدخلا بالنظرة الأولية غير غياب التقدير لجميل وعظيم ما يبذل، فكل إنسان يحتاج إلى المواساة والتقدير والشكر والاحترام والشعور بالمحبة، فكيف إذا عظمت التضحيات وكبر البذل والعطاء والحال أنّه بدلا من أن يكبر التقدير، غاب وانكفئ، هنا قد يعتري الإنسان شعور بالمظلومية والخيبة والاحباط، فقد خابت الظنون ولم يقابل الإحسان بالاحسان، وغاب التفهم عن مسرح الحياة ليحل مكانه الجرح والعزل واللوم، فتبدأ رحلة المعاناة ترسم مشهدا جديدا وواقعا يوميا...عندها ينقسم الناس إلى قسمين بالحدّ الأدنى، منهم من ييأس ويكتئب ويقرّر الاستسلام ويتجسّد قنوطه ويأسه هذا برغبته ببتر هذا المشهد المأوساي والتخلص من الحياة وتمني الموت، إذ لم يعد يرى أملا في التغيير والتخلص من هذا الواقع بغير ذلك.

ومنهم من يؤمن بأن "بلى" اقترنت بالبلاء في قوله تعالى "ألست بربكم"، فينهض ثائرا آملا راقبا لليسر في أحضان العسر، لا يقبل أن تكسره النكبات ولا أن تقسم ظهره الملمات، كيف وقد أيقن التقدير والثواب من أصدق الواعدين، فإن المؤمن بعين الله، والله لا يضيع أجر المحسنين.

انظري لو أنّ إنسانًا يعيش في ضنكٍ وضيقٍ من الحياة وقد أحاطت به الابتلاءات من كلّ جانب، وكثر عليه الدين ولم يعد يجد كسوة يومه، ولكنّه علم أن فلانا من أقاربه قد مات، وترك له إرثا كبيرا من المال، وكلّ المسألة تحتاج إلى شهر كي تصل هذه الورثة إلى متناول يده بعد حصر الإرث والقيام بالمعاملات الرسمية، نسألكِ بصدقٍ كيف يقضي هذا الإنسان هذا الشهر؟ هل يشعر بالتعب؟ هل يشعر بالحزن؟ الواقع لم يتغير بعد! 

ما زال فقيرا الآن، ما زال فاقدا الآن لرغيف الخبر أمام أكباد أولاده الحرّة، ولكنه يكون مبتهجا مليئا بالحياة لأنه أبصر الأمل فيقول لأولاده ومن حوله اصبروا وصابروا ما هي إلا أيام قليلة وتنتقلون بعدها من حال إلى حال، أليس كذلك؟

إذن، هي "فكرة" تغيّر المزاج، تغيّر كيف نرى الواقع، كثيرا ما نُتعب أنفسنا بتغيير الواقع، والحال أنه في العديد من الأحيان يكون المطلوب منّا أن نغيّر نظرتنا للواقع، أليس الله قد وعدنا وعدا حسنا على صبرنا؟ انظري قوله تعالى {أَفَمَن وَعَدْنَٰهُ وَعْدًا حَسَنًا فَهُوَ لَٰاقِيهِ كَمَن مَّتَّعْنَٰهُ مَتَٰعَ ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا ثُمَّ هُوَ يَوْمَ ٱلْقِيَٰمَةِ مِنَ ٱلْمُحْضَرِينَ} "فهو لاقيه" هذه نفس معادلة إرث ذلك الرجل، فمن يدري متى يرحل، وأي حال أجمل من أن يرحل الإنسان صابرا محتسبا مجاهدا ومعطاءا..

نحن أتباع أهل البيت عليهم السلام تعلّمنا منهم أن الراحة ليست موجودة في دار الدنيا، وأنَّ الدنيا هي دار الابتلاء وأن الله يحب الصابرين، لذا عودا على بدء، لا تنتظري تقديرا من أحد بعد أن كان الله عليما وبصيرا، والتمسي أعذارا لغياب ذلك التقدير من كلّ أحد، فإنك قطعا تشعرين بوجدانك أن زوجك أو أولادك ربما يعانون أيضا ولديهم من الظروف الخاصة ما لا يعبرون عنها ويحتفظون بها لأنفسهم، ولو قدّر أن نبصر ما يختلج كل واحد من الضغوطات بحسب قدرته لعذرناه..

كي لا نكون قد تشعبنا كثيرا نقدّم لك مختصر الخطوات التي نرجو أن تكون معينة في هذا الظرف:

أولا- أن نعلم أن الله يقدّر كل ذرة تعب وعطاء وبذل وكرم، ولا يضيع أجر المحسنين، وما هي إلا أيام قليلة ويوفينا أجرنا إن شاء الله، وأنّنا إن أحسنا أحسنا لأنفسنا.

ثانيا- أن نلتمس الأعذار للذين يقصّرون في حقّنا فلعّل لكل واحد منهم عنده ما يحجبه عن التقدير.

ثالثا- أنّ نعلم أنّ الحياة جهاد، وجهاد المرأة حسن التبعل.

رابعا- أنّ نعلم أنّ راحة نفوسنا وقلوبنا مرهونة بالاتصال بالله تعالى، لا يمكن للإنسان أن يعيش الأنس مع الله وتختلجه مشاعر الكآبة والحزن، كيف والله هو الرؤوف الرحيم الحنّان المنان أنيس المستأنسين، فكلّ مشاكلنا يقف ورائها بعدنا عن الله، الجفاف الروحي هو المأساة، هو سبب كل هم وغمّ، فعلينا أن نتفكر في أنفسنا ما هو حالنا وإلى أين مصيرنا، هذا ما ينبغي أن يكون كل همّنا {فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ} همّنا أن نكون في ساحة رضا الله وبعد ذلك لا نبالي بشيء فلتأتي كل المصائب والابتلاءات لن يغيّرنا شيء إن كان الله راض عنّا "إلهي إن لم يكن بك عليّ غضب فلا أبالي" فالإنسان كلّما يقوى إيمانه تقوى قدرته على مواجهة مصاعب الحياة وغمومها، ولا يزداد إلا شكرا وتقديرا لله، الذي لا تجري الأمور إلا بمشيئته، ولا يرضى إلا أن يكون شاكرا له على بلائه فالناس في البلاء أقسام، إما متذمّر يائس، أو صابر ، أو شاكر، ووجه الشكر أنّ الله حكيم وله من وراء كل بلاء حكمة لعباده والحكمة هي مصلحة والمصلحة تقتضي الشكر، ولكن الانسان يغفل عن هذه المعاني ولا يقدر دائما على مواساة نفسه بها لتقصيره وغفلته، فعلينا دائما أن نكون مشغولين بأنفسنا وإصلاحها، وهذا سعر السعادة والفلاح في الدنيا والآخرة.

أخيرا، بعد الذي ذكر ننصحكم أيضا إلى جانب تعزيز كل هذه الأفكار وتقوية الايمان بها، فكلنا نحتاج إلى الذكرى وعلينا أن نواسي من حولنا {وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ}، بعد كل ذلك، لا مانع من أن ننتظر بعد اللحظات والظروف المناسبة للمصارحة بهذه المشاعر وما يختلج الوجدان، أي ترقبي الوقت المناسب وصارحي أولادك وزوجك بالذي تمرّين به من ظروف، وليكن ذلك في وقت وظرف وحال يعتريه الهدوء والسكون، كأن تخرجي مع أولادك في نزهة في الليل الهادئ وصارحيهم بما تعانيه من مصاعب وتمرين به من أحوال، وكذا زوجك.

أما فيما يتعلق بطلب الموت، فإنه قد ورد في الرواية عن النبي الأعظم صلى الله عليه وآىله وسلم: لا يدعون أحدكم بالموت لضر نزل به، ولكن ليقل: (اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرا لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي) (ميزان الحكمة - محمد الريشهري - ج ٤ - الصفحة ٢٩٧٠)

وأخيرا ننصحك بما نصحّ به رسول الله صلى الله عليه وآله ابنته وعزيزته السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام من المواظبة على التسبيح المعروف بتسبيح السيدة الزهراء عليها السلام وهي (34 مرة الله أكبر، 33 الحمدلله، 33 سبحان الله) لا تتركيه بعد كل صلاة وقبل النوم..والله المعين وهو اللطيف الحكيم.

thumb_up_off_alt 0 معجب thumb_down_off_alt 0 شخص غير معجب

أسئلة متعلقة

thumb_up_off_alt 0 معجب thumb_down_off_alt 0 شخص غير معجب
1 إجابة
thumb_up_off_alt 0 معجب thumb_down_off_alt 0 شخص غير معجب
1 إجابة
thumb_up_off_alt 0 معجب thumb_down_off_alt 0 شخص غير معجب
1 إجابة
thumb_up_off_alt 1 شخص معجب thumb_down_off_alt 0 شخص غير معجب
1 إجابة
thumb_up_off_alt 1 شخص معجب thumb_down_off_alt 0 شخص غير معجب
1 إجابة
جمیع الحقوق محفوظة - يُسمح بالاقتباس مع ذکر المصدر
2021-2024
...