قرأت في بعض الكتب الأخلاقية حديثا قدسيا: يا موسى توكل علي في ملح عجينك وعلف شاتك.
أولا هل هذا الحديث صحيح أم لا؟
ثانيا ما معناه؟
تاريخ اليوم
تاريخ اليوم:
تاريخ اليوم
اللغة:
حجم الخط:
الوضع الليلي | النهاري
brightness_autoتاريخ اليوم:
تاريخ اليوم
اللغة:
حجم الخط:
الوضع الليلي | النهاري
brightness_autoوعليكم السلام رحمة الله وبركاته،
هذه الرواية موجودة في كتاب بحار الأنوار للعلامة المجلسي في الجزء 90 صفحة 303 نقلها عن كتاب عدّة الداعي ونجاح الساعي للفقيه ابن فهد الحلي، وهي من الأحاديث القدسية التي هي عبارة عن أحاديث تشير إلى كلامٍ ورد على لسان النبي صلى الله عليه وآله لكن معناها من الله، فهي تختلف عن القرآن الذي نزل بلفظه ومعناه عن طريق الوحي، فلا تتناول التحدي والإعجاز، وهي تختلف أيضاً عن الحديث النبوي الذي يكون فيه اللفظ والمعنى من النبي صلى الله عليه وآله، وإنّ عدد الأحاديث النبوية كثيرة جداً، وقد عُني العلماء بها تمحيصاً ما بين حديث صحت روايته عن النبي صلى الله عليه وآله، وحديث حسن، وحديث ضعيف وغير ذلك، أمّا الأحاديث القدسيّة، فهي قليلة مقارنة بالأحاديث النبوية وخاصة الصحيحة منها، ولكن الروايات الأخلاقية لا يُتعامل معها كالروايات الفقهية فلا يتوقف دائما الأخذ بها على اعتبار سندها، خاصة إذا كان مضمونها موافقا للعديد من الروايات الصحيحة الأخرى وغير مخالف للكتاب والسنة، وهذه الرواية من هذا القبيل، فقد ورد في مضمونها العديد من الروايات من قبيل:
ما ينقل عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال: عليكم بالدعاء فإنكم لا تقربون إلى الله بمثله، ولا تتركوا صغيرة لصغرها أن تدعوا بها، فان صاحب الصغار هو صاحب الكبار "الكافي 2 : 467"
وعنه عليه السلام: الدعاء هو العبادة التي قال الله عز وجل: " إن الذين يستكبرون عن عبادتي.. الآية " ادع الله عز وجل ولا تقل: إن الامر قد فرغ منه.
قال زرارة: إنما يعني لا يمنعك إيمانك بالقضاء والقدر أن تبالغ بالدعاء وتجتهد فيه. "الكافي 2 :467"
وعنه عليه السلام: إنّ الله تبارك وتعالى يعلم ما يريد العبد إذا دعاه ، ولكنّه يحبّ أن تبثّ إليه الحوائج ، فإذا دعوت فسمّ حاجتك. "الكافي 2 : 476"
ولو تأملنا قوله تعالى في كتابه الكريم: {قُلْ مَا يَعْبَؤُا بِكمْ رَبي لَوْ لا دُعَاؤُكمْ} [الفرقان : 77] فإن كل ما مرّ يبيّن أنّ الله تعالى يُحب من عبده أن يتوجه إليه في كل الحوائج صغيرها وكبيرها، ولا يخفى ما يستبطن هذا التوجه إلى الله تعالى من رؤية العبد أنّ كل ما عنده وما يأتيه فهو من الله تعالى، وأنّه دائم التوجه إلى الله في السراء والضراء والشدة والرخاء وفي صغير الأشياء وكبيرها إيمانا منه بأنّ ما به من نعمة فهو من الله، وهذا بعضٌ مما يريد الحديث أن يشير إليه.
دمتم موفقين لكل خير