كيف نكون مادّيّين ولا يكون الله كذلك

Question

السلام عليكم
إنّ فاقد الشيء لا يعطيه، فكيف نكون نحن_أي أجسادنا_مادّيّين ولا يكون الله كذلك؟ تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.

Answer 1

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

الجواب الإجمالي:

المادة من لوازم نقص ومحدودية الموجودات المادية وليست من لوازم كمالها، والله واجدٌ لكمالات الموجودات.

---

الجواب التفصيلي:

ذكر الفلاسفة أنّ العلّة المانحة للوجود واجدةٌ لكمال معلولها، لأنّه لا معنى لأن يكون المعطي والمانح فاقدا لشيء يريد إعطاءه للآخر.

ومقصودهم من تمتّع العلة بكمال المعلول هو أنّ لها مرتبة أكمل وأعلى من وجود المعلول، بحيث يعدّ وجود المعلول شعاعا من وجودها، لا أنّ حدود وجود المعلول بعينها تكون محفوظة في العلة.

وبعبارة أخرى، إنّ الذي لا بدّ أن تتمتّع به العلة المانحة للوجود هو الكمالات الوجودية للمعلول بشكل أكمل وأعلى، لا أنّها لا بدّ أن متميّزة بنقائصه ومحدودياته، فإذا كان مفهوم الجسم ولوازمه من قبيل كونه مكانية وزمانيا وقابلا للحركة والتغيير لا تصدق على الله سبحانه وتعالى فذلك بسبب أنّ هذه المفاهيم من لوازم نقائص ومحدوديات الموجودات المادية وليست من لوازم كمالها.

المصدر: المنهج الجديد في تعليم الفلسفة - ج2، ص64،65.

دمتم موفقين لكل خير

Comments

نرجو بيان المسألة بتفصيل أكثر فلم توضح بعد، فلو مثلا قلنا كيف يخلق ﷲ الفقر وهو الغني الذي لا يفتقر، كيف تكون الإجابة؟

---

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ليس الفقر شيئًا موجودا منحازا في الخارج حتى نسأل "كيف خلق الله الفقر؟" وإنما الفقر هو عين الوجود الممكن.

فلا نريد من الفقر إلا تعلّق المعلول بعلته وافتقاره إليها وهذا يمثّل نحوا من أنحاء وجوده منتزعا منه لكونه ممكنا محتاجا محدودا.

 وبالحقيقة لم يوجد المولى الا الوجود، وفقره عينه لكونه مرتبة دانية في الوجود محدودة غير مستقلة عنه تعالى بوجه.

دمتم موفقين لكل خير.