تاريخ اليوم

home الرئيسيّة feed جديد help_outline اطرح سؤالك content_copy نسخ الجواب settings الاعدادات

تاريخ اليوم:

 تاريخ اليوم


اللغة:


حجم الخط:


الوضع الليلي | النهاري

brightness_auto
record_voice_over صوت
edit كتابة
home الرئيسيّة feed جديد help_outline اطرح سؤالك نشر التطبيق settings الاعدادات

تاريخ اليوم:

 تاريخ اليوم


اللغة:


حجم الخط:


الوضع الليلي | النهاري

brightness_auto
record_voice_over صوت
edit كتابة
search
×
menu search
brightness_auto
more_vert
السلام عليكم
اعاني من كثرة الشك في كل الأمور التي تخص الطهارة والنجاسة وفي كل يوم يضيع  نصف النهار  في التطهير أدخل الحمام أغسل حنفية المغسلة دائماً وكلما أفعل شياً أغسل مرة واثنين وثلاث ,وأطهر كل شيء موجود داخله   وأيضاً المجلى يأتي شعور بأنه نجس ويجب تطهيره حتى وصل الأمر بي أصبحت أعتبر نصف بيتي نجس وأحاول تطهير  كل ما أستطيع غسله بلماء لكن من دون نتيجة يوم بعد يوم تزداد الأمور أكثر تعقيداً وأصبحت أعتبر أنا يادى  نجستين دائما ولا أسطتيع العمل بهم حتى أضمن جفافهما  الأمر أصبح متعب جداً لي وبدأ يؤثر على حياتي وبيتي أصبح يسبب لي دائماً شعور بالحزن والضيق والبكاء المستمر مع العلم أنني كنت من الشخصية التي لا تعاني أبداً من السرسبة بالطهارة النجاسة وأعلم بي أكثرية الأحكام الشرعية .
سؤالي:
هل هناك علاج للوسواس القهري وما هي أحكامه؟ وطرق التخلص منه؟
thumb_up_off_alt 1 شخص معجب thumb_down_off_alt 0 شخص غير معجب

1 إجابة واحدة

more_vert

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،

بداية -وللإنصاف- الكلام على الوسواس القهري طويل، ويحتاج إلى بسط في البيان حتى يكون نافعًا في مقام التخلّص منه، لذا ننصحكم حتى تتم الفائدة أن تراجعوا وتبحثوا أكثر عن هذا المرض حيث يمكن لكم أن تجدوا العديد من المواقع المفيدة والفيدوهات التعليمية عن الموضوع، ولكن استجابة للاستفساركم نوضح ما يلي:

إنّ أي عملية تغيير في مقام السلوك تبدأ من تغيير الأفكار، فإذا لم نقف على الحقل النظري الفكري يصعب جدا المصير إلى تغيير السلوك، وكلما كانت هناك دقة أكثر وقرب من هذه الأفكار كلما استطعنا أن نرفع من نسبة تغيير السلوك.

 فالوساوس هي أفكار، أي إنّ الذي يدفع إلى التطهير مرة واثنين وثلاثة هو فكرة أنّ هذا الشيء لم يطهر وأنّه نجس، والذي يوقف عملية التطهير فكرة أنّه الآن طاهر، ولكن الذي يحدث في حالة الوسواس القهري أنّ هذه الأفكار المتعلقة بالنجاسة والطهارة مثلا تأتي إلى الذهن وتفرض نفسها قهرا ولا تذهب مما يولّد حالة من القلق والانزعاج الناتج من عدم التصالح مع مسألة وجود أفكار قهرية مختلفة عن النمط السائد من الأفكار الموجودة في الذهن، مثلا إن فكرة أنّ الباب غير مقفل تذهب بمجرّد الذهاب إلى الباب والتأكّد من أنّه مقفل، ولكن عند الإنسان الوسواسي لا تذهب هذه الفكرة بمجرّد قيامه بهذا العمل، ليس لأنّ الذهاب والتأكد من الباب ليس من شأنه أن يغيّر هذه الفكرة، فالحالة الطبيعية أنّ الذهاب إلى الباب ينبغي أنّ يغيّر الفكرة ويحدث علمًا جديدًا، ولكن نظرًا لأنّ ذهن الوسواسي تأتيه الأفكار قهرًا فلا يعود التأكّد من أنّ الباب مقفل أمرا مفيدا وحدثًا منتجًا عنده، بل هو مجرّد راحة آنية لا تدوم إلا لبضع دقائق حتى تأتي الفكرة الثانية التي تقول له ربما أنت لم تنظر جيدا إلى الباب فالباب ما زال غير مغلق فيحتاج إلى التأكّد من جديد، وهكذا يمضي بقية النهار والليل، فهو يعلم أنّه سوف يجد الباب مقفلا ولكنه لا يشعر بالراحة نتيجة وجود هذه الأفكار.

 لماذا هذه الفكرة غير موجودة عند غيره؟ لماذا هو فقط ينتابه هذا القلق، لماذا بقية أفراد العائلة لا يدققون مثله في هذه المسألة؟

 لا شك أنّ هذه الأمور والأفكار مزعجة جدا، وصاحبها يعلم أنّها غير واقعية ولكنه يشعر بأنّه فاقد السيطرة، ويشعر بأنّه لا يستطيع أن يوقف هذه الأفكار، ولذلك تسمى قهرية، فهي تحدث قهرا.

 ولذلك ما ينبغي أن يعلمه هذا الشخص، أنّه ليس عليه أن ينتظر ذهاب هذه الأفكار من ذهنه، فربما لن تذهب أبدا!! هذا احتمال موجود، ولا نستطيع أن نجزم بخلافه، ولكن هذا لا يجب أن يعتبر مشكلة، ولا يجب أن يشكل معاناة عند الإنسان، وذلك لأنّ المشكلة ليست في وجود هذه الأفكار، إنمّا المشكلة في الاستجابة لها، فإذا اقتنع الوسواسي بأنّ ذهنه يعمل بطريقة مختلفة بأنّه يدخل أفكارا لا واقع لها، إذا استطعنا أن نحدد هذه الأفكار كل ما علينا أن نفعله هو أن نجعل خانة جديدة في ذهننا ندخل فيها كل الأفكار الوسواسية ونصدر على هذه الأفكار حكم اللاواقع (غير واقعية)، بمعنى أن نتعامل مع هذه الأفكار بطريقة مختلقة تمامًا عن تلك التي نتعامل فيها مع الأفكار الأخرى، علينا أن نعتبر أن هذه أفكار وهمية، ميتة، بائسة، لا واقعية، لا قيمة لها، لا عبرة فيها، فهي مجرّد تفاعلات غير واضحة تطرأ على الذهن، لا يوجد أي حل سوى هذا، كل ما علينا القيام به هو التجاهل التام لهذه الأفكار، ولا نقول أنّ هذا الأمر بسيط وسهل، ولكنه جدا مستطاع ومقدور عليه، إن الصعوبة فيه ناتجة من صعوبة تغيير العادات وليس من ذاته، فإنّ الوسواسي اعتاد على الاستجابة لإفكاره الوسواسية لذا سوف يعيش صعوبة تغيير عادة ليس أكثر، وكلما يستجيب أكثر لهذه الأفكار فإنه يبتعد أكثر عن الحل، توجد رواية عن الإمام الصادق عليه السلام يقول فيها: لا تعوّدوا الخبيث من أنفسكم بنقض الصلاة؛ فتطمعوه!.. فإن الشيطان خبيث يعتاد لما عوّد، فليمض أحدكم في الوهم، ولا يكثرّن نقض الصلاة، فإنه إذا فعل ذلك مرات لم يعد إليه الشك).. قال زرارة: ثم قال: (إنما يريد الخبيث أن يطاع، فإذا عصي لم يعد إلى أحدكم..أي إن هذا شخص تأتيه أفكار دائما بأن صلاته باطلة وكلما تأتيه الفكرة يبطل صلاته ويعيدها فالإمام يقول له لا تستجيب لا تبطل الصلاة فإنك بذلك تبتعد أكثر عن الحل، الحل هو أن لا تستجيب.

لذلك كل الفقهاء يفتون بكل صراحة و وضوح – تبعا للنصوص الشرعية – بأنّ وظيفة الوسواسي هي عدم الاعتناء بوسوسته والبناء على طهارة كل ما يشك في طهارته، ومن المفيد في المراحل الأولى أن يكون أحد موجود إلى جانب الشخص الوسواسي عند يريد الإستجابة لأفكاره، فمثلا لو أنّ شخصا يعاني من الوسواس في الوضوء فليقف إلى جانبه شخص وينظر إلى وضوئه كي يؤكد له ويقول له إن وضوءه صحيح وليس عليه أن يعيده، فإذا أراد أن يكرّر الغسل أو المسح يقول له هذا زائد عن الواجب ولا يجب أن تفعله، فإن المراحل الأولى للواسوسي صعبة من الناحية النفسية عليه ولكن وجود شخص إلى جانبه يرفع له هذا القلق الذي يحضره بسبب عدم شعوره بأنه أدّى المطلوب بالطريقة المناسبة، وعلى الوسواسي أن يستجيب لهذا الشخص ويلتزم بما يقوله له بدلا من الإستجابة لأفكاره والالتزام بها، هذا في الفترات الأولى مفيد وفعّال إن شاء الله، وعلى الوسواسي أن يعلم جيدا أنه لا يتحمّل إثماً ولا يستحق عقاباً يوم القيامة إذا لم يعتن بالوسوسة وإن وقع في خلاف الواقع لأن ذلك هو وظيفته الشرعية.

فمختصر الجواب أنّ على الوسواسي أن يتصالح مع هذه الأفكار بأن يدعها تمر مرور الكرام في ذهنه بلا أن يستجيب لها، لا أن يجعل هدفًا أمامه بأنّ عليه أن يخرج هذه الأفكار من ذهنه، لا يجب أن يصدر على هذه الأفكار أي حكم سوى عدم المبالاة بها، وبعد ذلك فليستعين بشخص يعينه على عدم الاستجابة لهذه الأفكار، وكل ذلك بعد القراءة عن هذا المرض لفهمه أكثر والإحاطة بالأحكام الشرعية التي يتعلق وسواسه بها ليكون على بينة من أمره.

والله ولي التوفيق.

thumb_up_off_alt 0 معجب thumb_down_off_alt 0 شخص غير معجب

أسئلة متعلقة

thumb_up_off_alt 0 معجب thumb_down_off_alt 0 شخص غير معجب
1 إجابة
thumb_up_off_alt 1 شخص معجب thumb_down_off_alt 0 شخص غير معجب
1 إجابة
thumb_up_off_alt 0 معجب thumb_down_off_alt 0 شخص غير معجب
1 إجابة
thumb_up_off_alt 1 شخص معجب thumb_down_off_alt 0 شخص غير معجب
1 إجابة
thumb_up_off_alt 0 معجب thumb_down_off_alt 0 شخص غير معجب
1 إجابة
جمیع الحقوق محفوظة - يُسمح بالاقتباس مع ذکر المصدر
2021-2024
...