تاريخ اليوم

home الرئيسيّة feed جديد help_outline اطرح سؤالك content_copy نسخ الجواب settings الاعدادات

تاريخ اليوم:

 تاريخ اليوم


اللغة:


حجم الخط:


الوضع الليلي | النهاري

brightness_auto
record_voice_over صوت
edit كتابة
home الرئيسيّة feed جديد help_outline اطرح سؤالك نشر التطبيق settings الاعدادات

تاريخ اليوم:

 تاريخ اليوم


اللغة:


حجم الخط:


الوضع الليلي | النهاري

brightness_auto
record_voice_over صوت
edit كتابة
search
×
menu search
brightness_auto
more_vert
السّلام عليكم
ما هي حقيقة الإستغفار، ماذا يستشعر الإنسان وهو يلهج بذكر استغفر اللّٰه؟ حتى لا يكون لقلقة لسانية فقط بل يكون الذكر قلبيا
thumb_up_off_alt 0 معجب thumb_down_off_alt 0 شخص غير معجب

1 إجابة واحدة

more_vert

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته 

بالنسبة إلى السؤال الأول عن حقيقة الاستغفار، فإنَّ الاستغفار هو دعاءٌ وطلبٌ من الله لغفران الذنوب التي ارتكبها الإنسان اتجاه ربّه في حق نفسه أو حق الآخرين، والذي عُبِّر عنه في الروايات بحقوق الله وحقوق الناس، ولا نجد في بيان حدّه أبلغ مما نُقل لنا عن أمير المؤمنين (عليه السلام) حيث قال له كميل بن زياد: قُلْتُ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ الْعَبْدُ يُصِيبُ الذَّنْبَ فَيَسْتَغْفِرُ اللَّهَ مِنْهُ فَمَا حَدُّ الِاسْتِغْفَارفأجاب الإمام عليه السلام فيما قاله: الِاسْتِغْفَارُ اسْمٌ وَاقِعٌ لِمَعَانٍ سِتٍّ:

*  أَوَّلُهَا النَّدَمُ عَلَى مَا مَضَى

*  وَالثَّانِي الْعَزْمُ عَلَى تَرْكِ الْعَوْدِ أَبَداً 

* وَالثَّالِثُ أَنْ تُؤَدِّيَ حُقُوقَ الْمَخْلُوقِينَ الَّتِي بَيْنَكَ وَ بَيْنَهُمْ 

* وَالرَّابِعُ أَنْ تُؤَدِّيَ حَقَّ اللَّهِ فِي كُلِّ فَرْضٍ 

* وَالْخَامِسُ أَنْ تُذِيبَ اللَّحْمَ الَّذِي نَبَتَ عَلَى السُّحْتِ وَالْحَرَامِ حَتَّى يَرْجِعَ الْجِلْدُ إِلَى عَظْمِهِ ثُم‏ تُنْشِئَ فِيمَا بَيْنَهُمَا لَحْماً جَدِيداً 

* وَالسَّادِسُ أَنْ تُذِيقَ الْبَدَنَ أَلَمَ الطَّاعَاتِ كَمَا أَذَقْتَهُ لَذَّاتِ الْمَعَاصِي(1).

أما السؤال الثاني وهو كيفية الاتصال الوجودي مع الاستغفار بدل من اقتصاره على لقلقة اللسان، فقبل الاجابة عنه لا بد من الإشارة إلى أنّ الذكر اللساني وإن كان هو أقل مراتب الذكر إلا أنّه أيضًا يكون مجديا ونافعا، وذلك لعله لأمرين أساسين:

الأول: أن اللسان قام بوظيفته بواسطة ذكره حتى لو كان الذكر قالبا بلا روح.

الثاني: أنه يمكن أن يصير هذا الذكر باللسان سببا لتفتّح لسان القلب أيضا بعد فترة من المواظبة على ذكر اللسان والاستمرار عليه بشروطه.

 فلا تزهد بالذكر اللساني.

ثم ّاعلم أنَّ التذّكر "بما فيه التذكّر القلبي" هو من نتائج التفكّر ولهذا فمقام التفكّر مقدّم على مقام التذّكر، فإنّ تفّكر الانسان بالعاقبة المهلكة للمعاصي في الدنيا والآخرة يثير فيه حالة الخوف من الإقدام على ارتكابها، ويثير فيه بالإضافة إلى ذلك شعورا بالخجل والحياء لما في ارتكاب المعاصي من تمرّد على طاعة أوامر الله ونكران لنعم خالق الكون التي لا تحصى.

 وعليه، كلما زادت معرفتنا بالله سبحانه وتعالى ووظائف العبودية، ونطاق النعم المادية والمعنوية التي وهبنا الباري إياها، وعاقبة السلوك القبيح، فإنّ هذا الشعور بالخجل والحياء سيزداد عندنا وسيمنعنا من مجازاة إحسانه ولطفه ونعمه التي لا تحصى بالعصيان.

فالشخص منّا حينما يتفكّر وينظر إلى معاصيه وذنوبه ويدرك أنّ النعم التي جعلها الله بين يديه صارت وسيلة لتمرّده وعصيانه ومخالفته لأوامر معبوده فسوف يشعر بالخجل والحياء أمام الله ومن هنا ورد في بعض الأدعية "ربّ إني استغفرك استغفار حياء"  فإن استشعار الحياء اثناء الذكر من إحدى الكواشف عن التفاعل القلبي للذكر.

أرجو أن نكون قد أجبنا عن سؤالكم، والله ولي التوفيق.


الهوامش:

(1)بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏6، ص: 27.

thumb_up_off_alt 0 معجب thumb_down_off_alt 0 شخص غير معجب

أسئلة متعلقة

thumb_up_off_alt 1 شخص معجب thumb_down_off_alt 0 شخص غير معجب
1 إجابة
thumb_up_off_alt 0 معجب thumb_down_off_alt 0 شخص غير معجب
1 إجابة
thumb_up_off_alt 1 شخص معجب thumb_down_off_alt 0 شخص غير معجب
1 إجابة
جمیع الحقوق محفوظة - يُسمح بالاقتباس مع ذکر المصدر
2021-2024
...