وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ورد أن رجلا قال لرسول اللّه صلى الله عليه وآله : إِنَّ وَالِدَتِي بَلَغَهَا الْكِبَرُ وَ هِيَ عِنْدِي الْآنَ أَحْمِلُهَا عَلَى ظَهْرِي وَ أُطْعِمُهَا مِنْ كَسْبِي وَ أُمِيطُ عَنْهَا الْأَذَىَ بِيَدِي وَ أَصْرِفُ عَنْهَا مَعَ ذَلِكَ وَجْهِيَ اسْتِحْيَاءً مِنْهَا وَ إِعْظَاماً لَهَا فَهَلْ كَافَأْتُهَا قَالَ لَا لِأَنَّ بَطْنَهَا كَانَ لَكَ وِعَاءً وَ ثَدْيَهَا كَانَ لَكَ سِقَاءً وَ قَدَمَهَا لَكَ حِذَاءً وَ يَدَهَا لَكَ وِقَاءً وَ حِجْرَهَا لَكَ حِوَاءً وَ كَانَتْ تَصْنَعُ ذَلِكَ لَكَ وَ هِيَ تَمَنَّى حَيَاتَكَ وَ أَنْتَ تَصْنَعُ هَذَا بِهَا وَ تُحِبُّ مَمَاتَهَا ( مستدرك الوسائل و مستنبط المسائل، ج15، ص: 180)
وفي الحديث عنه صلى الله عليه وآله :
قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا حَقُّ الْوَالِدِ قَالَ أَنْ تُطِيعَهُ مَا عَاشَ قِيلَ وَ مَا حَقُّ الْوَالِدَةِ فَقَالَ هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لَوْ أَنَّهُ عَدَدَ رَمْلِ عَالِجٍ وَ قَطْرِ الْمَطَرِ أَيَّامَ الدُّنْيَا قَامَ بَيْنَ يَدَيْهَا مَا عَدَلَ ذَلِكَ يَوْمَ حَمَلَتْهُ فِي بَطْنِهَا ( عوالي اللئالي العزيزية في الأحاديث الدينية، ج1، ص: 269).
وعليه فالانسان يعجز واقعا عن أداء حق والديه عليه، كيف لو كانت توجيهاتهم هي لمصلحتك واشفاقا عليك فقد يكون والدك يخاف عليك من التعرب بعد الهجرة والاندماج بالثقافة الغربية كما حصل مع الكثيرين من المسلمين المهاجرين، إذ ليس غرضه إلحاق الأذى بك، بل لأجل مصلحتك وحبا لك. فمهما استطعت القيام به في هذا المجال من باب مداراته وارضائه فهو حسن.
آية الله العظمى السيد السيستاني (حفظه الله):
فيما يرجع إلى شؤون الولد نفسه ، مما يترتب عليه تأذّي أبويه فهو على قسمين :
١- أن يكون تأذّيه ناشئاً من شفقته على ولده ، فيحرم التصرّف المؤدّي إليه سواء نهاه عنه أم لا
٢- أن يكون تأذّيه ناشئاً من اتصافه ببعض الخصال الذميمة ، كعدم حبّه الخير لولده دنيوياً كان أم اخروياً ، ولا أثر لتأذّي الوالدين إذا كان من هذا القبيل ، ولا يجب على الولد التسليم لرغباتهما من هذا النوع ، وبذلك يظهر أن إطاعة الوالدين في أوامرهما ونواهيهما الشخصية غير واجبة في حد ذاتها.
المصدر: الموقع الرسمي
آية الله العظمى السيد الخامنئي (حفظه الله):
إذا كان أمرُ الوالدين في عملٍ لا مانع فيه شرعا، فالأفضل إطاعة أمرهما، إلا إذا أدى عدم إطاعتهما لأذيتهما أذية معتدٍّ بها، عندئذٍ لا تجوز مخالفة أمرهما.
المصدر: الموقع الرسمي
دمتم موفقين لكل خير