بكاء البومة لمقتل الإمام الحسين

Question

السلام عليكم
يقال ان طائر البومه كان يسكن المنازل و القصور ولكن عند مقتل الامام الحسين بكاء على مقتل الحسين و اصبح يسكن الخرائب

Answer 1

عليكم السلام ورحمة الله وبركاته

إنّه قد ورد في بعض الأخبار المنسوبة إلى أهل البيت الأطهار عليهم السلام ذلك وسنضع بين أيديكم بعض الروايات التي أوردها ابن قولويه في كتابه كامل الزيارات:

عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: سمعته يقول في البومة، قال: هل أحد منكم رآها بالنهار، قيل له: لا تكاد تظهر بالنهار ولا تظهر إلا ليلا، قال: أما إّنها لم تزل تأوي العمران أبدا فلما أن قتل الحسين (عليه السلام) آلت على نفسها ان لا تأوي العمران أبدا ولا تأوي الا الخراب، فلا تزال نهارها صائمة حزينة حتى يجنها الليل، فإذا جنها الليل فلا تزال ترن على الحسين (عليه السلام) حتى تصبح (1).

وقد أودع في كتابه القيم روايات أخرى في بكاء البوم وحزنها تختلف عباراتها و تتحد مضامينها. 

وما نود الإشارة إليه أنه قد يحلو للبعض المناقشة في الواقعة من عدة جهات:

فمرة تكون مناقشته لها سندية فأمرها موكل للأبحاث العلمية التخصصية على أنه على بعض المباني الرجالية يمكن اعتبار بعضها موثقة.

ومرة تكون مناقشته دلالية و ثالثة ترجع إلى عدم المعقولية والمقبولية

فهنا نقول:

أولا: ضمن المنظومة التي نؤمن بها نحن كشيعة إمامية أن المولى خلق الكون من أجل الإنسان والقرآن بين ذلك في آيات كثيرة من قبيل ذرأ لكم وغيرها..

ثانيا: إنّ الله إنما خلق الإنسان لأجل أن يتكامل في هذه الدنيا وهذا التكامل لن يحصل في تاريخ البشرية إلا باتباع تعاليم الإسلام و السير على ما جاء به النبي صلى الله عليه وآله من الأحكام، فالإسلام هو الذي يحقق التكامل لبني البشر .

ثالثا: وبناء على ما تقدم في الأمرين الأول و الثاني ففي سنة ٦١ للهجرة لولا قيام الإمام الحسين عليه السلام لذهب الإسلام وحينما يذهب الإسلام فهذا يعني أنه قد انتهى المشروع الإنساني وإذا انتهى المشروع الانساني فهذا يعني أن لا حاجة للكون.

وعليه فمن الطبيعي أن يتفاعل الكون مع شهادة سيدنا الحسين عليه السلام.

فالكون مرتبط بالإسلام و الإسلام مرتبط بالنبي محمد صلى الله عليه وآله ورسالة النبي صلى الله عليه وآله مرتبطة بسيدنا الحسين

فلا عجب حينئذ إن أمطرت السماء دما أو بكى على سيدنا الحسين كل من في الوجود حتى الحيوانات و الحيتان في بحارها والأشجار بأغصانها كما جاء في بعض الروايات في بحار الأنوار:

فلقد بكت السبع الشداد لقتله، وبكت البحار بأمواجها والسماوات بأركانها، والأرض بأرجائها، والأشجار بأغصانها، والحيتان ولجج البحار والملائكة المقربون، وأهل السماوات أجمعون(2)

ومن أحب التوسع في ذلك فليراجع كتاب العلامة المحقق السيد جعفر مرتضى رحمه الله (3)

تحت عنوان آيات و دلائل

ومما جاء في كلامه رفع ربي من مقامه بعد استعراضه للروايات :

إن ذلك كله يؤكد على أن الكون كله كان ينعي الحسين للأمة، ولجميع الأجيال إلى يوم القيامة بصورة إعجازية قاهرة، لا يمكن إنكارها، ولا التلاعب فيها..

والحمدلله رب العالمين

والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطاهرين

---

المصدر:

(1) كامل الزيارات - جعفر بن محمد بن قولويه - الصفحة ١٩٩

(2) بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٤٥ - الصفحة ١٤٨

(3) سيرة الإمام الحسين ع حزء ١٩ ص ١١٥.