يشهد الانسان حالات اقبال وادبار قلبي، ماذا يفعل في حالة الادبار وقد طالت وتسبب له الكدر والحزن، حيث لا يشعر بالأنس بعباداته.
تاريخ اليوم
تاريخ اليوم:
تاريخ اليوم
اللغة:
حجم الخط:
الوضع الليلي | النهاري
brightness_autoتاريخ اليوم:
تاريخ اليوم
اللغة:
حجم الخط:
الوضع الليلي | النهاري
brightness_autoوعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
إنَّ حالات النفوس في ذلك مختلفة، والإدبار على درجات متفاوتة أيضًا، فالأمر العام الذي يكون نافعا لمختلف الحالات النفسية والدرجات المتفاوتة هو حمل النفس على الواجبات في هذه المرحلة، وعدم إكراهها على القيام بالمستحبات.
ومن المفيد أخي السائل أن تعلم أنَّ منهج التغيير قائم على معرفة الأسباب من أجل معالجة النتائج، وبالتالي إنَّ الوقوف على أسباب إدبار القلب يأتي من خلال التأمّل فيما اقترفه العبد، إمّا من غفلة أو من توجّهٍ إلى ملذات الدنيا أو من ذنوب أو من كثرة الشبهات عليه وضعف الإيمان بالغيب عنده، فقد ورد في العديد من الروايات ما يرشد إلى أنَّ هذه الأمور تورث إدبارًا للقلوب عن الطاعة والتوجه، ولذا من الأمور الأساسية التي تفيد في المقام هو معالجة هذه الأسباب إن وجدت.
ولا نغفل عن عامل مهم جدا في المقام هو التوجه إلى الله تعالى بسؤاله هذه الحاجة، فإن الله هو الهادي وهو الموفق وفي العديد من الأحيان يغفل العباد عن أن ما ينعمون به من دوام المواظبة على الأمور المستحبة كالنوافل والصدقات وغيرها هو توفيق من الله سبحانه وتعالى، ويحسبون أنّ ذلك هو بفعل قدرتهم الخاصة، وهذا من أكبر مزالق الأقدام، فعلى العبد أن يعلم أنَّ ما به من نعمة فهو من الله تعالى، وبالتالي إنَّ الموفّق له في حالة الابتداء والاستمرار هو الله تعالى.
وقد تستطيع أن تتوقف عن خصوص ما أنت مدبر عنه وتقبل على غيره من الطاعات، فإن كان الادبار عن قراءة القرآن والقيام بالنوافل مثلا فاقبل على قضاء حوائج الناس وخدمتهم خاصة بتلك النية أي بنية تحصيل سلامة القلب، فإن قضاء حوائج الناس وخدمتهم من أفضل الطاعات وحاشى لله تعالى أن يتوجه إليه عبده بقضاء حوائج خلقه ولا يقضي حاجته.
وفقكم الله لكل خير في الدنيا والآخرة.